جرت العادة والروتين العسكري ان تكون هناك ترقيات واحالات في منظومة المؤسسة العسكرية ذات العرف الراسخ والمنهج الواضح وهو بلا شك محل تقدير وتميز امتازت به القوات المسلحة السودانية بل هو أساس تطورها واحدي أسرارها ولمساتها السحرية التي جعلتها ذات حيوية ونشاط وإبداع مؤسسيي واداري وتشكيل فيه ابتكار ونمذجة ذات حسن وبهاء
كما يقولون ان الإدارة هي علم وفن ومهارة فالقوات المسلحة بارعة في الإدارة حصيفة في القول عميقة في الفكر متميزة في الأداء متفردة في المنهج تحمل في تشكيلاتها الخير لكل اهل السودان وتجمع كل اهل السودان وهي مصدر وحدتهم وقوتهم وعزيمتهم التي لا تلين
وتعد الترقيات والاحالة للمعاش هي احدي البرامج التي تتحمل ابعاد مستقبلية واستراتيجية فالملازم الذي يعد نفسه ليكون فريقا والفريق يعد نفسه للتقاعد وكذلك الرتب الاخري فهي حلقة متصلة من الاجيال والتراتبية العسكرية والمؤسسية وعلاوة علي ان منهج التحفيز الإداري يكمن في الإحالة والترقية فليس من أحيل للمعاش ان هذه نهايته بل هي بداية لمرحلة جديدة من العطاء في سوح الحياة وشعابها والتفرغ لمحور جديد من الحياة وإضافة لرصيد معرفي جديد
والترقية هي حافز للعطاء ومحافظة علي حقوق الاجيال وضخ دماء جديدة في سلم القيادة ومشوارها الطويل
فاالقوات المسلحة هي اعداد وتدريب لنائبات الزمان وعثرات الشعوب ومعاركها المصيرية
فالذين تقاعدوا للمعاش لم يمنعهم ذلك من تلبية نداء الواجب والوطن فكانوا عند حسن الظن وادوا الأمانة وحافظوا علي قسم الولاء الذي هو ممتد وفي العنق حتي الممات فكان اللواء بحر شهيد الكرامة والفريق ادم هرون واللواء نصرالدين وامثالهم كثيرون لبوا النداء رغم انهم في المعاش ولكن الواجب جعلهم في قمة النشاط
سيخرج الضباط الذين تقاعدوا للمعاش الي سوح الحياة بعد رباط طويل وجهاد متصل وغياب عن الاهل والعشيرة لفترات توسطا للمجتمع وسيحدثون تغييرا كبيرا في سلوك الناس وإنزال مبدأ الضبط والربط والهيبة
ونقول لمن تمت ترقيتهم انك علي قدر المسؤولية وانت فخر هذه الأمة وبكم سيكتمل النصر ومزيدا من العطاء والابداع
ونقول لمن ترجلوا عن صهوة جواد القوات المسلحة انكم كنتم الزاد للمعركة وكنتم التخطيط للنصر وكنتم شموعا تضئ فلكم منا جزيل الشكر وكل التقدير والاحترام، سيحفظ لكم ابناء الشعب السوداني هذا الجميل الذي صنعتموهم في ظروف عصيبة وقاسية وكنتم الصبر
النيل الفاضل محمود
