سسنا نيوز
صدق الكلمة وسرعة الخبر

برمة ابوسعادة يكتب : الرباعية بين منطق المصالح وسيادة القرار الوطني

📰 أصداء وطنية

الرباعية بين منطق المصالح وسيادة القرار الوطني

✍️ بقلم: برمة أبوسعادة
🗓️ 17 أكتوبر 2025م

تمر البلاد بمرحلة دقيقة تتشابك فيها خيوط الداخل والخارج، حيث تتقاطع المصالح الدولية مع الخيارات الوطنية في معادلة حساسة عنوانها: من يملك قرار السودان؟
في خلفية المشهد تدور محاولات ضغط دبلوماسية وإعلامية، ظاهرها الحرص على السلام، وباطنها إعادة ترتيب الأوراق بما يخدم أجندة ما يُعرف بالرباعية، التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات.
التحليل الواقعي يشير إلى أن هذه الدول لا تتحرك من منطلقٍ إنساني بقدر ما تحركها حسابات المصالح والنفوذ. فلكل دولة موقعها ومطامحها:
– الولايات المتحدة تنظر إلى السودان ضمن رؤيتها لأمن البحر الأحمر والقرن الأفريقي، وتسعى لفرض تسوية تُبقي خيوط اللعبة في يدها.
– السعودية والإمارات تتحركان بحسابات اقتصادية واستراتيجية تسعيان لحفظ استقرارٍ يخدم مصالحهما الإقليمية.
– أما مصر فموقفها أكثر تعقيدًا فهي من جهة ترفض الأجسام الموازية للجيش وتدعم وحدة الدولة ومن جهة أخرى لا تستطيع الانفصال التام عن شركائها في الرباعية نظراً لتشابك المصالح والعلاقات.
– في مواجهة هذا المشهد الملتبس تبرز مسؤولية القيادة السودانية في الحفاظ على خط السيادة الوطنية دون الانحناء أمام العواصف. فالتمسك بالموقف المستقل لا يعني العزلة بل يعني احترام الذات الوطنية وبناء علاقات متوازنة تحفظ مصالح السودان أولاً.
غير أن حماية القرار الوطني لا تقع على عاتق القيادة وحدها بل هي واجب وطني مشترك.
فالقوى السياسية، والنقابات والمؤسسات القانونية ومنظمات المجتمع المدني مطالبة بأن تعبر عن رأيها بوسائل سلمية وقانونية توضح للعالم أن السودان يملك إرادته وأنه قادر على إدارة شؤونه دون وصاية أو تدخل.
إن أخطر ما يواجه الأوطان في لحظات التحول هو التراخي عن حماية السيادة أو الركون إلى منطق الاعتماد على الخارج في معالجة الأزمات الداخلية.
لذلك فإن استنهاض الوعي الجمعي ضرورة وطنية تضمن أن تُدار الخلافات بالعقل لا بالعاطفة، وبالحوار لا بالاستقطاب حتى يبقى السودان دولةً ذات قرارٍ حر ومكانةٍ محترمة بين الأمم.
فحين تتوحد الإرادة الوطنية تتهاوى كل الضغوط ويثبت أن منطق السيادة أقوى من منطق المصالح وأن الأوطان التي تصون كرامتها لا تُهزم مهما تكاثرت عليها العواصف.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.