ادم مهدي يكتب:توحيد الخطاب الإعلامي ولكن!؟
الحكومة التي تعي دورها وتحترم شعبها والمؤسسات القائمة فيها ، هي التي يكون لها لساناً واحداً ينطق باسمها، ومتحدثاً رسمياً ذو تفويض وتخويل يملك من خلاله المعلومات للرأي العام، ويُدلي بالتصريحات التي تحتاجها وسائل الإعلام في الزمان والمكان المناسبين دون إسراف أو تقتير.
صدور قرار من مجلس الوزراء بتوحيد الخطاب الإعلامي ورد الأمر الي أصحابه في وزارة الثقافة والإعلام يشير إلي التوجه الجديد للحكومة لخلق رؤية إعلامية تعبر عن حرب الكرامة وتبتعد قليلاً عن الاسراف في التصريحات والبيانات والمؤتمرات الصحفية والسجالات بين الصحفيين وبعض الوزراء والمسؤولين في الدولة
صدور هذا القرار بعد أيام قليلة من تولي السيد خالد الأعيسر زمام القيادة في وزارة الثقافة والإعلام يؤكد بأن الرجل قد بدأ من النقطة الصحيحة التي تعيد لوزارة الإعلام هيبتها التي فقدتها خلال الفترات الماضية ويحكم قبضة الوزارة علي مفاصل الإعلام بجعل المعلومات حكراً علي الناطق الرسمي للحكومة.
مما يؤكد أن السيد خالد الأعيسر يدرك تماماً أن نجاحه في الوزارة يبدأ من احتكار المعلومات والتصريحات التي تخرج وحجم وأهمية المعلومات التي يجب تمليكها للرأي العام ومستوى الانسجام بين أداء الحكومة في معركة الكرامة وخطابها الإعلامي الموجه الي الداخل والخارج
الأعيسر الذي شكل حضوراً لافتاً ومميزاً مدافعاً ومنافحاً عن أرض السودان شعباً وجيشاً ، يعلم يقيناً أن أزمة الإعلام الحكومي تكمن في التناقضات والتقاطعات إدارياً وفنياً ،
كما يدرك بأن تراجع أداء أجهزة الإعلام الرسمية وكالة السودان للأنباء “سونا” وتلفزيون السودان وغياب دورها قد تسببت فيه أجهزة الدولة نفسها من خلال إعطاء الأولوية في التصريحات واللقاء الصحفية لوسائل الإعلام الخاصة والعالمية مما قلل من أهمية الوسائل الرسمية.
معرفة الأعيسر بمشاكل الإعلام السوداني قد تشكل داعماً وباعثاً يجعل الرجل أن يبدأ مشواره بالاصلاح الهيكلي والمؤسسي لهذه الأجهزة ويعيد ضبط إيقاعها ويزيد من كفاءة وفعالية الأداء فيها، من خلال تنسيق شكل ومستوى العلاقة الأفقية والراسية مع أجهزة الحكومة الاتحادية والجمهور المتلقي للرسالة الإعلامية،
علي الأعيسر أن يعلم أن غياب دور أجهزة الدولة الرسمية هو وجود سماسرة ووسطاء احدثوا هذه الفجوة مما جعل هذه الأجهزة تفقد الثقة في نفسها و تنكفئ علي ذاتها،
حتى قيام المؤتمر التي تناقش قضايا الإعلام أصبحت تنظمها اسماء أعمال ومراكز إنتاج إعلامي الورش والوفود الإعلامية والتغطيات الرئاسية يتحكم فيها أشخاص وتنظمها لوبيات ذات مصالح مشتركة تحتكر فيها المشهد الإعلامي لصالح نفسها.
إذا نجحت الخطوة الأولى المتعلقة بتوحيد الخطاب الإعلامي وعودة الحاكمية لوزارة الثقافة والإعلام سوف يؤثر ذلك علي المراحل اللاحقة بشكل إيجابي ، ولكن إذا وجد القرار مقاومة ولم يلتزم به السادة الوزراء والوكلاء والمدراء العاميين ورؤساء الوحدات الحكومية، واذا لم تتابع وترصد وزارة الإعلام مستوى تنفيذ هذا القرار ، وتم القضاء عليه في مهده فإن وزارة الإعلام ووزيرها خالد الأعيسر سيواجهون تحديات وأزمات متتالية تقود الي فشل ذريع في الوزارة وروفدها وأجهزة اعلاميها الرسمية
ويجب أن يعلم الأعيسر أن احتكار المعلومات والتصريحات لمؤسسات وزارة الإعلام سونا وتلفزيون السودان يحتاج الي كادر فاعل يواكب هذا الحدث يتمتع بسرعة الحركة والنشاط المستمر لتغطية حاجة وسائل الإعلام المختلفة للمعلومات لأن أي قصور في هذا الدور سيعجل بفشل هذا القرار وموته في مهده لأن الوزارة ستواجه انتقادات كبيرة بسبب قصورها في تغطية الأحداث مدنياً وعسكرياً في أداء الحكومة ومعركة الكرامة
SSNA NEWS - سسنا نيوز
صدق الكلمة وسرعة الخبر