دكتور عبدالعزيز مهدي يكتب: الدرر في سيرة سيٌد البشر
مقالات دعوية
——————————
-صلى الله عليه وسلم
===============
ظنه بالله وثقته به
لما كان النبي – صلى الله عليه وسلم أوثق عباد الله بجود الله وفضله، كان أقرب عباد الله إلى الله وأزكاهم عنده؛ سبق إلى كل خير واقترب من كل فضل؛ وكان يوصي أصحابه ومن بعدهم بالظن الحسن بالله عز وجل.
عن جابر – رضي الله عنه- قال: سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – قبل موته بثلاثة أيام يقول: “لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى” أخرجه مسلم.
وقد يلمح إلى أصحابه لامتثال هذا المعنى النبيل: فعن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم- ” يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي. وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه” أخرجه مسلم.
ولما جدٌت قريش في طلب النبي صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر – رضي الله عنه – بحثوا عنهما في كل مكان، وانتهوا إلى باب “غار ثور” فوقفوا عليه، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم- وأبوبكر يسمعان كلامهم فوق رؤوسهم، ولكن الله سبحانه أعمى أبصارهم عن رؤيتهما، فقال أبوبكر- رضي الله عنه- وهو ينظر إلى أقدام المشركين: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر ما تحت قدميه لأبصرنا ، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم- : “يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما… لا تحزن إن الله معنا” متفق عليه.
ومن ثقته بالله وحسن ظنه به ما جاء في غزوة ذات الرقاع لما جاء وقت الظهيرة؛ تفرٌق الناس يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- تحت شجرة فعلٌق بها سيفه ونام تحتها، فجاء رجل من المشركين فاخترط (استله)سيف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ووقف عند صدره ، وقال: من يمنعك مني يا محمد؟ فقال النبي – صلى الله عليه وسلم- بقلب مطمئن مليء بالثقة بربه؛ “الله” فجلجلت تلك الكلمة قلب الأعرابي فوقع السيف من يده فأخذه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ….، ووقف منه ذات الموقف؛ وقال: “من يمنعك مني؟” قال الأعرابي: كن خير آخذ يا محمد. قال :”أتشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟” قال: لا، ولكن أعاهدك أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- سبيله، فرجع الأعرابي إلى قومه وقال: جئتكم من عند خير الناس. أخرجه البخاري.
في هذا الحديث ما يدل على كمال يقين رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وثقه بكفاية ربه – تبارك وتعالى- له مع شدٌة توكله على الله عز وجل.
فهذا نبينا وقدوتنا -صلى الله عليه وسلم – فحريٌ بنا أن نقتدي به في كمال ثقته وحسن ظنه بالله؛ وفي جميع أعماله الظاهرة، وفي أعماله الباطنة.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يتبعه ظاهرا وباطنا، وأن يحشرنا تحت لوائه، وأن يسقنا بيده الشريفة شربه لا نظمأ بعدها ابدا
وصلى الله على نبينا محمد الله صحبه وسلم.
SSNA NEWS - سسنا نيوز
صدق الكلمة وسرعة الخبر