سسنا نيوز صدق الكلمة وسرعة الخبر
تابعنا على وسائل التواصل

واصلة عباس تكتب: إيقاعات خريفية في قضروف ود سعد

0

إيقاعات خريفية في قضروف ود سعد مابين (تقلي القلابات) و ( إنسانية الهلال الاحمر) وجي فور

تدوزنها: واصله عباس (بت التربال)

مدخل:

صباح جميل أطل بوجه خريفي ، في مدينة مترعة بالمحنة والمحبة ، تفيض سماحة وطيبة ، وتعيد الي الأذهان ( *محنة الناس الزمان* ) ، وفي ولاية القضارف الوادعة ، كانت الخطوات في الطرقات ، تبدو متفاوتة مابين مسرعة ، وساكنة ، وكل لها مآربها ومشاربها التي تقصدها ، وعجلة الزمان تدور في دورانها المعهود.هكذا كانت الصورة المتمثلة للرائي في صباح هذا اليوم .

*عندما تطل الإنسانية بوجه صبوح :*

في تلبية لدعوة تقدمت بها حكومة ولاية القضارف لشخصي ، لحضور تدشين السلال الغذائية التي جاءت بها جمعية الهلال الاحمر السوداني الي الفئة المستهدفة من النازحين القادمين من آتون الحرب وجحيمها ، الحاملين لجراحات الغربة الإجبارية ، والمعاملة السادية من غرباء جاءو بالبغض من شتي أنحاء الأرض ، كان الحضور مميز ، ورسل الإنسانية بطاقمهم الأحمر وشعارهم ( هلال أحمر يا .. يعيش يعيش ) ، نعم يعيش الهلال الاحمر ، لتحيا المبادئ السبعة ، وتحيا جذوة العطاء والتجرد ونكران الذات ، علي الٌرغم من وصولنا المتأخر جدا للتدشين للسلال الغذائية المقدمة من الهلال الاحمر التركي ، والتي تستهدف اربعة الف اسرة ، بعد أن ضللنا الطريق الي موقع الحدث ، وبرفقتي رفيقة صاحبة الجلالة ، والنزوح ، الإعلامية الحبيبة (أم النصر) صاحبة الموقع المتميز ( النصر نيوز) ، وفي ظل صعوبة التواصل مع الجهة المنظمة ، ولكن ماسيدور في مثل هذه المحافل التي تكون فيها الإنسانية حاضرة كان واضحا ، حيث كان حادي ركب الولاية الفريق ركن محمد احمد حسن يقف متابعة للترتيبات الختامية لآليات التوزيع ، ضمانا لوصولها الي المستهدفين في المواقع المتعددة ، فحريا بفعله هذا أن تُضمد جراحاتهم ، وتخفيف معاناتهم ، إستنادا الي الحصر الشامل الذي تم لكل النازحين القادمين الي الولاية مما يوفر قاعدة بيانات متكاملة يسهل من خلالها الوصول الي المستهدفين ، وفي مُعرض حديثه تقدم الوالي بالشكر للجمعية وللجنة العليا للإيواء وحثهم علي توسيعة مواعين المراكز حتي تتسع لكل المستهدفين.
في تلك العجالة اشار مدير عام وزارة الصحة والتنمية الإجتماعية الوزير المكلف د.أحمد الأمين الي وجود قسم بمركز المعلومات بالوزارة معني بالسواقط من الوافدين الذين تعذر حصرهم في مرحلة الحصر الأولي ، ممايفتح الباب أمام كل الوافدين للإحاق بقاعدة البيانات ، وفيما يختص الدعم المقدم للولاية من الهلال الاحمر التركي ، كشف مدير جمعية الهلال الاحمر السوداني – فرع ولاية القضارف علي محمد أن الدعم يشتمل علي مواد غذائية ومواد صحية كدفعة ثانية تتبعها الدفعة الثالثة حتي تتم تغطية كل النازحين بالمعسكرات والأحياء.

*الطريق أخضر الي تقلي وزريقة :*

في طريق طويل ملئه الخضرة والجمال ، يُحدث أن الوطن بخير ( *والقاليك بلدنا جعان أداك صورة مقلوبة)* ، إمتلئت ذاكرة هاتفي بتلك الصور التي أجبرتني وقادتني اليها طواعية أنا أُكثر منها ، وهي بمثابة أدلة دامغة أن بلادنا ( *حتي الطير يجيها جعان ومن أطرافها شبع)* ، حديث هامس بيني ونفسي ( *أيتها القضارف أنهضي بقوة ، فجراحات الوطن أنتي ضُمادتها ، فيضي سمسماً وقمحاً وفولاً وتمني ، إجعلي في كل ركن فيك صومعة ، وأدخريها للسنوات العجاف ، أفعلي كما فعل سيدنا يوسف عليه السلام فنجا أهل مصر من سنوات الجدب والقحط ، فكوني لنا مثله ).*
ومابين سفوح وهضاب وجبال محلية القلابات الشرقية المحلية التاريخية العريقة ( *وياراية في جيش الفتي المهدي الإمام* ، كانت الخضرة شعار منطقة كساب ورائحة السمسم المعطون بعسل الخريف الماطر والشمس في عليائها تحتجب بسحب بيضاء إمتزجت مابين الأبيض والأخضر ، كانت لوحة رائعة الجمال .
وفي منطقة تقلي كان اللقاء بُعمار الأرض ( *ومننا يامزارع ليك الف تحية ،، مادام كل حياتنا اسبابها بالطورية* ) كانت حقول الفول والسمسم والتي أراها لاول مرة ، منظر يسر القلب والعين ويعيد الطمأنينة الي النفوس ، والمزارعين والمزارعات وإبتسامات الرضا تعلو محياهم البسيطة ، وهاهم يشهدون نتاج غرسهم وزرعهم في خضرة معطاء في محفل تعالت فيه الزغاريد والهتافات ، لتزيد الصورة بهاءا ودوزنة .

*والي القضارف:- لكم ما أردتم :*

والي القضارف الفريق ركن محمد احمد حسن في مخاطبته لجموع المزارعين بشرهم بتذليل العقبات التي تعترضهم ، ووجه اداراته بالإسراع في صيانة الطريق حول القرية ، بجانب توفير المحول الكهربائي لضمان وصول التيار الكهربائي للقرية ، وتهيئة المركز الصحي بالقرية ، مؤكدا علي ضرورة تحقيق إنتاجية عالية لسد النقص في البلاد من المحاصيل الزراعية مثل الذرة والسمسم والفول السوداني في ظل توفير كل المعينات الداعمة من المياه الوفيرة وإنعدام الآفات الزراعية .

*سبعة مليون فدان أخضر :*

المدير العام لوزارة الإنتاج والموارد الإقتصادية للولاية المهندس عمار عبدالله أوضح أن جملة المساحات التي تمت زراعتها تبلغ حتي الأن سبعة مليون وخمسمائة الف فدان ، خالية من الآفات الزراعية ، وهي تشهد نمو متزايد خلال الموسم الزراعي الحالي ، مما يشير الي تحقيق شعار ( *أن القضارف سلة غذاء السودان).*

**أهل الشأن يتحدثون* :

أصحاب الأنامل التي خضرت ضراع البلد تحدثوا حديث العارف ببواطن الأمور وقد إنتظمو في مجموعات تقدمها شاب في مقتبل العمر سرد إحتياجاتهم باللغتين العربية والإنجليزية ، لم ينظر الي مابين السطور في ورقته ، فقد كان يقرأ من عيون أهله البسطاء ، ويعدد إحتياجاتهم الطبيعية والمشروعة من كهرباء ودواء وتسوية طريق ، حتي تسير فيه مواكبهم بالخير القادم ، ونال ماتمني عندما أقًر الوالي علي كل مطالبهم بأنها حق مشروع واجب التنفيذ ، وفي ذات السياق كان حديث المدير التنفيذي للمحلية بمثابة عهد وميثاق أن محليته ستكون ( *الداخرينوا للسنوات .. والخاتينه للجايات* ) .

*القلابات الشرقية وجي فور :-*

في زيارة خاطفة الي محلية القلابات الشرقية كان لقاءنا بمدير تنفيذي المحلية بالإنابة الشاب الأبنوسي جي فور الذي طاف بنا في فذلكة تاريخية عن المحلية ومكوناتها الثلاث من الوحدات الإدارية (كساب بها 20 قرية – الحوري والتي وُلد بها السياسي الضليع د.غازي صلاح الدين العتباني ورجل الاعمال وجدي ميرغني – وحدة باندغيو (الوحدة التي هددت امريكا _ اكثر من 30 قرية ، زاخرة بالادارات الاهلية وبها ، التي اسهمت في رتق النسيج الاجتماعي ،حتي اضحت سودان مصغر ، وبها نظارة الطوايلة ، وللإدارة الاهلية دور كبير لذلك تزخر بالعديد من النظارات مثل نظارة ودبكر ، والمراريت .بالمحلية مشاريع زراعية ورعوية في ظل المساحات الشاسعة فقط تحتاج الي تفعيل من قبل الادارة التنفيذية ، لذلك هي محلية غنية بها موارد ، ويوجد مصنع للنسيج في منطقة صابونية وتم تشييده في فترة الوالي السابق محمد عبدالرحمن ، واضاف جي فور ان كل الخدمات الصحية والتعليمية متوفرة بالمحلية ، ووجود مستشفي كساب الريفي الذي كان مركزا لعلاج مرض الكلازار الذي في طريقنا الي التعافي منه ، حدثنا جيفور المدير التنفيذي بالانابة عن استعدادهم ليوم غدا ، لافتتاح مشروع الحقول الايضاحية لصغار المزارعيين ، بتمويل من الوكالة الامريكية للتنمية الزراعية ، عبرالصندوق الدولي للتنمية الزراعية والبنك الزراعي وبنك النيل ، والذي يستهدف 50.000 اسرة في الاربعة محليات من خلال توفير البذور والاسمدة المحسنة والتدريب مدربين والمزارعين ، وجمعيات المزارعين وجمعيات الانتاج الحيواني ، والبستاني. وتعزيز الري بالطاقة الشمسية.

*ملامح من حقول تقلي* :

الشاهد في تلك المساحات المزروعة التي رُصت بعناية فائقة دون الحوجة الي كليات هندسية ،أعادت الي الأذهان زمن سابق لازال عالق في ذاكرتي ، وبه نباهي ونفتخر ، تنسمت من خلال تلك الحقول رائحة والدي ( *التربال* ) وهو يفلح الأرض ويروي الزرع وصوت البابور الشجي ، بمثابة إعلانا لري اوردة الارض وشرايينها ، لتزهر وتثمر ، يااااااااااااه لحظات اعادتني عبر كبسولة الزمان الي زمن لازالت ملامحه في دواخلي ويكفيني فخرا إني ( *بت التربال* ) ، عُمار الأرض اليباب.

*رؤي أخيرة*
رغم رهق الرحلة ، إلآ أن للطبيعة سحر وبريق يزيل عنا وعثاء السفر بجمال المناظر الخلابة ، وكان للرفقة أثر كبير ونحن ورفيقتي في معية الإعلاميين الكبيرين أبناء القضارف الاستاذ محمد سلمان ، والاستاذ عمار الضو .
خرجنا من تلك الرحلة الشاقة ، وأنا أكثر إيمانا بأن القادم أجمل ، وأن القضارف ارض الميعاد والاستقرار ، فقط بمزيد من المتابعة والتجويد .. نصل الي مانريد ..

SSNA NEWS - سسنا نيوز

صدق الكلمة وسرعة الخبر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.