إبراهيم عربي يكتب: (محادثات جنيف) … إختشوا ..!.
في تقديري الخاص بيان محادثات جنيف هزيل وغير موفق ، ويبدو إنه مجرد مخارجة لسوء تقديراتهم وربما محاولة لتبييض وجه المشاركين في المحادثات (أمريكا ، السعودية ، مصر سويسرا ، الإمارات ، الاتحاد الأفريقي وآخرين من تحت الطاولة ..!) ، البيان يشبه خيبتهم التي كشفت هذه المؤامرة الماكرة التي أقشلتها الحكومة السودانية بتمسكها بمنبر جدة وعدم المشاركة في جنيف ، حيث لازالت إجتماعاتها المشتركة مع مجلس السيادة مستمرة في بورتسودان لإجازة رؤية متكاملة قبل توجه وفدها برئاسة الوزير أبو نمو إلى القاهرة حسبما متوقع اليوم الثلاثاء ..!.
من المؤسف حقا بأن البيان تحاشى تسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة ..!، تجاوز عن إدانة قوات الدعم السريع المتمردة المدعومة إماراتيا عدة وعتادا والتي قتلت المواطنين وأسرت بعضهم وأخفت آخرين قسرا واحتلت بيوتهم ونهبت ممتلكاتهم وانتهكت حرماتهم وشردتهم بين لاجئ ونازح وبل أفقرتهم حد الكفاف في ظروف إنسانية سيئة ، وبل نهبت المخزون الإنساني في مخازن المنظمات الأممية ، تماما كما لم تدن إستغلال المليشيا لمتحركات هذه المنظمات الأممية والدولية وإستخدامها في الحرب .. !.
وبل لم تدن إحتلال قوات الدعم السريع المتمردة للأعيان المدنية وتدميرها الممنهج للمشروعات الخدمية والتنموية والبنيات التحتية والمرافق الثقافية والإجتماعية والإقتصادية والدينية وغيرها ، كما لم تدن جلبها لمقاتلين مرتزقة من دول غرب أفريقيا وما يعرف بعربان الشتات ..!، ولم تدن هجماتها البربرية علي القري والمدن وقفل الطرق ومحاصرتها وتهجيرها للسكان وإيقافها مشروعاتهم الزراعية والمصانع وإختطافها للنساء سبايا والأطفال تحت الإبتزاز ..!.
لماذا تجاوز هذا البيان إدانة مقتل مليشيا الدعم السريع المتمردة المدعومة إماراتيا لأكثر من (ستمائة) مواطن بينهم طلاب وطالبات بمدارس الأبيض جراء إستهدافها مدارسهم بالقصف ومساكن ذويهم في شمال كردفان والفاشر وأم درمان وجلقني وقري بالجزيرة وسنار والنيل الأبيض وغيرها علي مسمع من محادثات جنيف ، وقصفها مستشفيات الدايات والنو بأم درمان والصداقة في الفاشر ، وتدمير الميناء البري بمدني وغيرها وبل قصفها المتواصل للأحياء السكنية ومقار ومخازن أدوية وغيرها تابعة لمنظمة الإغاثة الدولية ورلايف إنترناشيونال بالفاشر وكل ذلك أثناء إنعقاد منبر جنيف الذي دعت له الولايات المتحدة الأمريكية ولم يعر هؤلاء الوسطاء الدوليين الامر إهتماما ولو مجرد الإشارة إليها في بيانهم المؤسف جرائم ضد الإنسانية ..!.
ولماذا تجاوز البيان إدانة الأمم المتحدة متمثلة في مبعوثها الخاص فولكر بيرتس الذي سحب كل المنظمات الإنسانية من البلاد حال إندلاع الحرب 15 أبريل 2023 بصورة مقصودة لخلق هذه الأزمة الإنسانية ، لماذا لم تتم مساءلة هذا المبعوث لما أقدم عليه ونحمله بلاشك مآلات الاوضاع في البلاد ، وإلا ما هي الظروف المماثلة التي يجب أن تعمل فبها هذه المنظمات ولازالت تقدم خدماتها في فلسطين وسوريا واليمن واوكرانيا ومناطق أخرى بدول العالم رغم أنها تواجه أسوأ الحالات من إختطاف وغيرها ..!.
كنت أتمني أن تشيد هذه المباحثات بجنيف بمبادرات المجتمع السوداني ، وقد فتحوا بيوتهم لإستقبال أهاليهم في ظروف إنسانية بالغة التعقيد تقاسموا معهم المأوى والزاد والفراش ولازالت تحتضن بعضها العائدين الذين فشلت هذه المنظمات الدولية والإقليمية من تقديم الخدمات لهم ببعض دول الجوار في تشاد واثيوبيا ومصر وغيرها في حالة إنسانية تؤكد إزدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين مما يؤكد تسييس العمليات الإنسانية ..!.
ولماذا لا يشيد البيان بدور جمعية الهلال الأحمر السوداني وقد ظل كوادرها يواجهون أصعب الظروف من إستهداف في أنفسهم ونهب ممتلكات الجمعية وتدمير مخازنها بولايات البلاد المختلفة ، وقد ظلوا يواصلون العمل رغم ضعف إلإستجابة الدولية لنداء الإنسانية في السودان ، ظل الهلال الأحمر السوداني يقدم مساعداته للمحتاجين في مجالات الصحة والدواء والماؤى والغذاء ودفن الجثث وخدمات مياه الشرب مع الدعم النقدي ، في وقت نعاني فيه البلاد العديد من الازمات والكوارث الطبيعية وإنتشار الأوبئة والأمراض وشح الموارد ..!.
علي كل لم يجد المبعوث الأميركي (خائب الرجا) إلا تصحيح تصريحاته السابقة ويؤكد أن محادثات جنيف الهدف منها توسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية وفتح معبر أدرى ، وكان لزاما عليه أن يشيد بمبادرة الحكومة السودانية ، بجانب طريقي (الدبة ومفرق سنار) ، ولكن هل ستفتح مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية الطريق وتزيل إرتكازاتها وماذا عن طريق (القضارف – مدني) وطريق (تندلتي – الابيض) والطرق الي الدلنج وكادقلي والفولة والمجلد وبابنوسة والعباسية وأبو جبيهة والنهود والفاشر ونيالا والضعين وغيرها ..؟!.
الرادار .. الثلاثاء 20 أغسطس 2024 .
SSNA NEWS - سسنا نيوز
صدق الكلمة وسرعة الخبر