العميد م: الصوارمي خالد سعد في حوار بعد مرور عام من الحرب…
العميد م/ الصوارمي خالد سعد في حوار بعد مرور عام من الحرب…
الرصاصة الأولى أطلقت في مروي!!!
هذه الحرب لن تنتهي بالتفاوض!!!
هذا قولي لمن يتهمني بالانتماء لمليشيا الدعم السريع!!
تم حل قوات كيان الوطن لهذا السبب!!
كانت توقعاتي ان لا تستمر هذه الحرب أكثر من اسبوعين!!!!
كنت أتوقع وقوع هذه الحرب!!
أثنى عشر حلفا عسكرياً مكون لقوات كيان الوطن!!!
اي قوات موازية للجيش تعتبر بذرة شر ولابد من حسمها!!!
هذا مصير الحركات التي لم توافق على السلام!!
هذا رأي في الترتيبات الأمنية المصاحبة لاتفاقيات السلام!!
التهميش في السودان عقدة نفسية أكثر من تنموية؟
التيار الأعلى في الجيش هو تيار عدم التفاوض!!!
منذ ثورة ديسمبر ٢٠١٩م بدأ العميد م الصوارمي خالد سعد في خط مستقبل خاص به؛ حيث حشد حوله جل، العكسريين بالمعاش، همه في ذلك حسب قوله، تكوين قوات همها في المقام الأول الدفاع عن الوطن، ومنذ تكوين تلك القوات تحت مسمى “كيان الوطن” ظلت الاتهامات تلاحق الرجل، حيث تعرض الاعتقال جراء هذا الفعل، وما ان دارت الحرب التي تدور الآن اتجهت الانظار نحو الصوارمي وتساءل الرأي العام… اين الصوارمي؟ واين قواته؟..صمت الرجل طيلة عام مضى وظن الناس الظنون حول اختفاء الرجل من الاعلام وعدم درء الاتهامات حوله، خاصه اتهامه بدعمه لمليشيا الدعم السريع….. وبما ان الصوارمي في مرحلة ما من عمر الجيش كان يمثل الفعل ورد الفعل اتصلنا به وطرحنا عليه عدد من الأسئلة… فرحب بها وكان رده شافياً كافياً لما نريد فإلى مضابط الحوار….
حوار :عايدة سعد
*بداية… اين العميد م الصوارمي مما يحدث الآن؟
ولماذا هذا الصمت المطبق؟
*وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . أنا سعيد أن ألتقيكم وأرجو أن أكون عند حسن الظن. ما يحدث الآن هو فعلا محزن جدا، وأنا وغيري من ضباط المعاش وقفنا الموقف الذي يليق بنا تماما بعد أن أعلنا مساندتنا الكاملة لقواتنا المسلحة، وأصبح الأمر في يد قادة القوات المسلحة أن تستفيد منا أو لا تستفيد. والحق يقال أن القوات المسلحة قد استفادت حقا من كثير من ضباط المعاش وأوكلت إليهم مهام عسكرية أو سياسية حسب رؤية قادة الجيش، وليس لنا ما نقدمه أكثر من ذلك.
، فضابط المعاش لا يستطيع دخول الميدان إلا بتوجيه وتخصيص من قادة القوات المسلحة.
*هذا الصمت فسره البعض بانك داعم للمليشيا… ماذا تقول في ذلك؟
هذا مجرد هراء .. أنا لا أدعم مليشيا الدعم السريع أبدا، ولا يقول ذلك إلا جاهل بما هو كيان الوطن ومن هم قادته ومنسوبوه. نحن لا نتفق مع المليشيات كلها في أي تفكير أو رأي تذهب إليه، لا سياسياً ولا عسكرياً.
*سقوط الإنقاذ وما صاحبه من سيوله أمنية.. هل كنت تتوقع قيام هذه الحرب؟
نعم كنت أتخوف من وقوعها. ولعل كل أفراد القوات المسلحة كانوا ينظرون بعدم إطمئنان لقوات الدعم السريع ويعتبرونها المهدد الأمني الأول. وكل أجهزتنا الأمنية شعرت بخطورة تمركز قوات الدعم السريع في مراكز اتخاذ القرار بالدولة قبل تمردها،فقراءة أرض المعركة كانت واضحة للعسكريين، والقراءة كانت تشير بقوة لاحتمالية الحرب وان الدعم السريع أصبح خطرا داهما لا شك فيه،ولكن حكومة قحت كان لها رأي آخر بتعاونها مع الجيش مرة ومع الدعم السريع مرة أخرى، وهذا التعاون الذي بسببه وقعت الحرب وخرجت عن السيطرة.
*قوات كيان الوطن…. الفكره.. الهدف.. اين هي الآن؟ ولماذا لم تشارك في هذه الأحداث ؟
بعد أن أعلن السيد رئيس مجلس السيادة الإستنفار أصدرنا توجيهاً بحل قوات كيان الوطن وأن يعمل أفرادها دون أي تسمية تحت قيادة القوات المسلحة في قوات الإستنفار والمقاومة الشعبية. وما زلنا على هذا الوضع حتى الآن،رغم شعورنا أن المقاومة الشعبية ما زالت ضعيفة جدا تنقصها العدة والعتاد الحربي؛ ولكنا نتمسك بها وفق سياسة الدولة ولا سبيل أبدا لمخالفة السيد الفريق أول البرهان فهو رمز سيادتنا العسكرية،فنحن جزء أصيل في الإستنفار والمقاومة الشعبية.
ولكننا نعمل الآن باسم (تجمع كيان الوطن) بعد تسريح قواتنا وضمها للإستنفار ونواصل الآن أنشطتنا من خلال تجمع كيان الوطن كتجمع إصلاح مجتمعي يسعى لحمل الرسالة الوطنية مع بقية الوطنيين المخلصين.
كم يبلغ تعداد قوات كيان الوطن؟
تتكون قوات كيان الوطن من اثني عشر حلفا عسكريا من مجموعة من القوات التي اتفقت على تعمل مع بعضها.
*انشاء قوات موازية للجيش أضر كثيرا بالوضع الأمني بالبلاد واوصلنا الي ما نحن فيه الآن…. كيف نتدارك هذا الخطر؟
القوات الموازية والصديقة والمتحالفة مع القوات المسلحة كلها أشياء ضارة جدا بالوطن والمواطن والسمعة السياسية للدولة،ونحن تاريخنا طويل جدا مع هذه المليشيات التي قد تبدأ متمردة ثم تتصالح مع القوات المسلحة، أو تبدأ متصالحة مع القوات المسلحة ثم تتمرد عليها لاحقاً، وهو الغالب على طبع هذه المليشيات. فلا خير فيها أبدا سواءً كانت معادية أو مصالحة. فهي بذرة شر لها أجندتها وعقيدتها القتالية الخاصة بها التي أدت إلى إنشائها،وكل حركة يكون قائدها رجل واحد يستأثر بقيادتها إلى أن يتوفاه الله،فهي دائما أحادية القيادة يشكلها مزاج قائدها وفكره. ولذلك تكثر فيها الإنشقاقات الداخلية،نحن في السودان لنا معها تجارب مريرة من أنانيا ون وحتى الدعم السريع.
أما كيف نتدارك خطر الحركات المسلحة. ؟ فمن المؤكد أنه يمكن تداركه بإهمالها وعدم الإعتراف بها وعدم التعاون معها وعدم التهاون مع عملائها وتجاهلها إعلاميا، مع تنشيط رصدها والعمل ضدها إستخبارياً.
*ما زالت بعض الحركات المسلحة تحتفظ بجيوشها رغم قانون الدمج ؟ وما مصير التي لم تجنح للسلام مستقبلا..؟
نعم ما زالت كل الحركات المسلحة تحتفظ بقواتها،لأن الترتيبات الأمنية لم تُجرى. وهذا خطأ فادح نقع فيه دائما وهو التطبيق الجزئي للإتفاقيات فتستفيد الحركات الموقعة على إتفاقيات السلام من الجانب المثمر كقسمة الثروة والسلطة وتتناسى الترتيبات الأمنية التي تعني إستيعاب المقاتلين أو تسريحهم أو توظيفهم خارج القوات المسلحة بما يضمن ألا يكون للحركة الموقعة جيش بعد ذلك مما يتيح السيطرة الكاملة للقوات المسلحة.
أما مصير الحركات التي لم توافق على إتفاقيات السلام فمصيرها استمرار الحرب ضدها،فمثلا حركة عبد الواحد وحركة الحلو لا مناص من اعتبارها عدوا يجب محاربته إلى أن تُهزم أو تستجيب ثم تخضع للترتيبات الأمنية التي تعني إذابة أي قوات خارج مظلة الجيش وضمان أنه لا يوجد مقاتلون خارج مظلة الجيش. ولذلك دائما ينفر ويتهرب قادة الحركات المسلحة من الترتيبات الأمنية التي تسلبهم قواتهم.
فالتطبيق الجزئي لاتفاقية جوبا هو السبب،وقد وقعنا في هذا الفخ قبل ذلك عندما طبقنا إتفاقية نيفاشا جزئيا حيث كانت تنص على ترسيم حدود دولة جنوب السودان قبل الإنفصال، فوافقنا على الإنفصال قبل الترسيم مخالفين للإتفاقية،فلم يتم الترسيم حتى يومنا هذا،بل اختلفنا عليه وتحاربنا ودفعنا الثمن في هجليج وأبيي وما زال الترسيم بيننا وبين دولة جنوب السودان قنبلة موقوتة، ودونكم أبيي وأربعة عشر ميل ومثلث المقينص مثالاً.
كذلك وقعنا في فخ التطبيق الجزئي لاتفاقية أبوجا مع مني أركو مناوي عندما تم قبوله مساعدا لرئيس الجمهورية مع عدم إكمال عمل الترتيبات الأمنية معه وفق ما نصت عليه أبوجا،إلى أن أدارت قواته معركة داخل أمدرمان ثم خرج على السلطة مرة ثانية ولم تُجرى له أي ترتيبات أمنية حتى يومنا هذا،وها نحن الآن نعيد معه نفس التجربة بكل تفاصيلها، والنتيجة ستكون هي نفس النتيجة السابقة. بل إن كل قادة الحركات المسلحة الآن يحتفظون بقواتهم ولو اختلفوا مع الحكومة فليس هنالك ما يمنعهم من الخروج عليها والإنسحاب بقواتهم أو حتى التمرد مثلما فعل الدعم السريع.
وليس بعيدا عنا كذلك تجاربنا مع القوات الصديقة مثل قوات فاولينو ماتيب وقوات السيم والسوم في غرب النوير. وجيش الرب اليوغندي، رجعنا من كل ذلك بخفي حنين.. فكل الإتفاقيات دائما يجهضها عدم إجراء الترتيبات الأمنية. وأقول بالحرف الواحد لا تقدم لنا ولا استقرار ولا نماء أبدا إلا أن يكون هنالك جيش واحد فقط في الدولة يحمل السلاح.
*مر عام على حرب الخرطوم كيف تقرأ المشهد؟
تحولت الحرب إلى الأجندة والمساومات السياسية والمعارك المتقطعة،وهذا يجعل قراءة المشهد تسودها الضبابية، فلو أن المسألة مجرد حرب ميدانية ينتصر فيها القوي وينهزم الضعيف لكان الأمر واضحا، حرب الخرطوم الآن بهذا الشكل يغلب على كيفية حسمها أن تكون عسكريا ويصعب ذلك سياسيا، ويصعب كذلك الدمج بين الحلين السياسي والعسكري ولكنه غير مستحيل.
*لو تتبعنا مراحل الحرب على الخرطوم كعسكري هل كنت تتوقع أن تحسم هذه المعركة باكراً؟
نعم كنت أتوقع ألا تستمر لأكثر من أسبوعين ، هذا لو كانت حربا ميدانية فقط، ولكن بعد بداية مفاوضات جدة أدركت أنها ستستمر طويلا لأن ديدن الأطراف الدولية دائما هو شد الطرفين المتحاربين لإطالة أمد الحرب.
*برأيك ما هي اسباب تأخير حسم المعركة في الخرطوم ؟
من ناحية الحسم العسكري كنت متأكدا أن حسم المعركة بيد الجيش ليس عسيرا. فالقوات المسلحة لا يعجزها حسم المعركة لصالحها،ولكن تدخل العامل السياسي والأطراف الدولية هو سبب تأخير حسم المعركة.
بعد عام من الحرب ما زلنا في جدلية من اطلق الرصاصة الأولى…من اطلق الرصاصة الأولى برأيك ؟
لا شك أن الذي هاجم مطار مروي قبل الحرب بأربعة أيام هو من أطلق الرصاصة الأولى . وخرج يومها السيد رئيس الأركان ببيان أكد فيه أن الدعم السريع حرك قوة لمطار مروي دون إذن القوات المسلحة،وكانت هذي هي الطلقة الأولى.
*ظلت الخرطوم عصية على دخول التمرد لها طيلة الخمسين سنه الماضية… رغم الحرب الأهلية التي إنتهت بفصل الجنوب؟ ثم الحرب الأهلية في دارفور.. لماذا هذه المرة؟
هذه المرة لأن التمرد انطلق من الداخل،بل من معقل إقامة السيد رئيس مجلس السيادة. ولكن في غضون الخمسين سنة هذي يجب أن نتذكر غزو أمدرمان في مايو عام ٢٠٠٨م من قِبل حركة العدل والمساواة برئاسة خليل ابراهيم. ولم ينجح. ربما لأنه جاء منطلقا من خارج العاصمة. ومثلها كذلك حركة العميد محمد نور سعد في يوليو عام ١٩٧٦م التي كانت محاولة للوصول للسلطة عبر غزو العاصمة من الخارج ففشلت أيضا وتم دحرها في مهدها.
*بانتقال الحرب للخرطوم انتهت فزاعة التهميش والشريط النيلي التي كانت تتخذها حركات التمرد في خطابها الجماهيري؛ هل يمكن أن نقول هذه آخر حرب في السودان؟
التهميش في السودان عقدة نفسية وليس واقعا حياتيا، فمثلا، أنا ولدت في مدينة الدويم ونشأت وبدأت حياتي الدراسية في قرية أم سنيطة بالجزيرة وهي قرية فقيرة جدا. نشأت في بيت من الطين الجالوص مزبل بالزبالة وتحيطه به كشاشة،وليس لأبي سيارة وإنما له حمار. وكذا كل أهل القرية بهذا المستوى ولكني لم أسمع كلمة تهميش ولم أعرفها إلا بعد أن كبرت، وعرفت كذلك أنها تنطبق على قرية أمسنيطة وأمضريسة والبالطاب وود أبليلة(ود أبو بليلة) وواصلة وهي قرى تحيط بنا، أصغر وأفقر من أم سنيطة. ويحضر زملاؤنا الصغار للمدرسة بالحمير من قرى ود أبليلة وواصلة لأنه لايوجد بها مدرسة إبتدائية ولا حتى مجرد شفخانة. وكالعادة تُبنى شفخانة واحدة ومدرسة إبتدائية لمجموعة من القرى في قرية واحدة يهاجر إليها التلاميذ يومياً وهم في سن السابعة وحتى الثانية عشر،وكذلك المرضى. ولم يعرف أهلنا كلمة تهميش رغم أنهم يشربون من الحفير وينقطعون في الخريف في قراهم لأنه لا يوجد ولا شارع ظلط واحد ولا مستشفى واحد في المنطقة حتى كتابة هذه السطور،ولم نقل إننا مهمشون. فزاعة التهميش لن تنتهي بسهولة عند من يتبنونها. لأن هنالك من يتكسب بها ويستجدي بها المنظمات الدولية والدول الكبرى.
*بدات الحرب إعلاميا لصالح مليشيا الدعم السريع حتى ظننا ان الخرطوم قد سقطت…. كيف تقرأ دور الإعلام في استمرار أمد الحرب؟
الإعلام والحرب النفسية لهما دور كبير في هزيمة العدو، وهنالك بعض الحروب تبدأ وتنتهي إعلامياً بهزيمة أحد الطرفين، ومن الواضح جدا أن الدعم السريع تمكن من تجنيد أسطول ضخم من الإعلاميين ساعدوه مساعدة كبرى في حربه على القوات المسلحة. وكان هذا هو سبب نجاحه إلى اليوم.
القوات المسلحة لسياسة أو خطة تعلمها هي لم تهتم بهذا الجانب،ولكن في السياق العام كان المواطن مطمئنا إلى قواته المسلحة وقد جند كل المواطنين أنفسهم عبر وسائل التواصل الإجتماعي في الإعلام العسكري،وجند كذلك بعض ضباط القوات المسلحة بالخدمة والمعاش أنفسهم ليلعبوا دور الإعلام العسكري منهم على سبيل المثال لا الحصر العميد طبيب طارق الهادي كيجاب والعقيد إبراهيم الحوري ممن هم في الخدمة. ومن المعاش سيادة اللواء أمين إسماعيل مجذوب والفريق بحري فتح الرحمن محي الدين واللواء دكتور محمد عجيب (فك الله أسره) وغيرهم. وأعتقد أن كل الإعلاميين الوطنيين قد أدوا دورا رائعا في وقفتهم الصلبة مع القوات المسلحة.
*المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع… عملت علي استجلاب أسر بديلة… هل كان الهدف من هذه الحرب أحداث تغيير ديمغرافي في الخرطوم؟
يبدو أن هذا العمل الإجرامي وهو طرد أسر من منازلهم وتوطين أخرى، أو حتى احتلال منازل مواطنين هجرها أهلها نزوحا لمناطق أكثر أمنا هو جريمة تم التخطيط لها ولم تأت عفوا،وهذا ما يجعل هذه الحرب حرباً عسكرية إجتماعية سياسية،وهم بذلك يجبرون المواطن على الحديث عن التصحيح الديمغرافي وأصبح كثير من الناس يتحدث بالصوت المسموع حديثا عنصرياً في ضجر واضح،هذا يحتاج لعمل إجتماعي مكثف لتصحيح الأوضاع.
*استراتيجية الجيش في التعامل مع الحرب الي اي حد أنت راض عنها؟
لا أستطيع التدخل في استراتيجية الجيش في التعامل مع هذه الحرب لأن ما خُفي أعظم،ولأن قواعد الإشتباك التي يدير دفتها السيد رئيس الأركان لها بوصلة تشير كل يوم لإتجاه مغاير.
*الحرب كر وفر وما بين هذا وذاك كثرت تحليلات العوام.. الشئ الذي أحدث حرباً نفسية للمواطن البسيط هل تتفق معي في ذلك؟
أنت تقصدين وضعا نفسيا حرجا للمواطن. لأن مصطلح الحرب النفسية شيء آخر وقد مارسه الإعلام المضاد ضد المواطن، ولكني أتفق معك . فكثير من التحليلات الخاطئة والإعلام المضلل أدى لهروب المواطنين من مناطقهم.
*اكتفي الجيش بالدفاع عن مقراته العسكرية فقط حتى الشهر العاشر من الحرب… ماذا تقول عن هذه الاستراتيجية؟
أعتقد أن الجيش في أيام الحرب الأولى كان مضطرا لذلك ليحفظ لنفسه هيبتها. ولكنه كان يجوب المناطق مدافعا عنها في كثير من الأحيان، والآن لا عذر له حيث أن كل المواطنين أصبحوا جيشا فعلى الجيش أن يغتنم الفرصة.
*ما زال السجال قائما حول من سمح بتمدد وتسليح مليشيا الدعم السريع.. هل كانت قيادات الجيش غائبه ام مغيبة من هذا التشوين؟
ما كانت غائبة ولا مغيبة،بل كانت خطة التعاون بين الجيش والدعم السريع تسير على قدم وساق،وأعتقد أن ضعف الحكومة السياسية هو الذي تسبب في الفتنة بين الجيش والدعم السريع، فلو كان السيد عبد الله حمدوك رئيس الوزراء صارما جدا وكون حكومة صارمة وقوية جدا لما انحدرنا لهذا الدرك السحيق. ولكن كانت حكومة حمدوك تتناوشها عوامل الشد والجذب من كل الإتجاهات فسقطت وأسقطت،كما أن مجلس السيادة ليس بريئا من كل ذلك.
*اختارت حركات الكفاح المسلح الحياد…فيما يدور وتأنت كثيرا حتى في إطلاق التصريحات الصحفية.. هل كانت تنتظر ان تكون الغلبه في الميدان لصالح طرف معين؟
مما لا شك فيه أن الحركات المسلحة مهما كانت غبية فلن تتعجل باستهلاك قواها مع أحد الطرفين حتى ولو كانت تضمن انتصاره،لأن وجودها في الميدان يعتمد على كونها واقفة على رجلين،فالحركات المسلحة دائما تنفر عن إذابة نفسها في غيرها سواءً كان منتصرا أو مهزوما،والآن أخذت تصرح بوقفتها مع الجيش الذي بدأت الكفة تميل لصالحه،ولو أن الكفة مالت لصالح الدعم السريع فلا شك أنها ستعمل على كسب فرصتها معه.
*لم تكن ردود فعل قيادة الجيش قوية بما يكفي لتناسب أفعال مليشيا الدعم السريع مما جعل الشكوك والاتهام بالتقاعس يدور حول قادتها… ما رايك؟
نعم كان هذا التشكك قائما بين المواطنين حتى تصدى له السيد البرهان بأن قال نحن نحفر بالإبرة للوصول لأهدافنا ولكنا لن نتخلى عنها، وما زال شك المواطن قائما بعدما حدث من إنسحاب للقوات المسلحة من مدينة مدني. وتحتاج القوات المسلحة لإعادة هيبتها والثقة فيها بعمل كبير وجاد في مدني والجزيرة عموما،لأنه لا ملجأ للمواطن الشريف إلا قواته المسلحة وإنهزامها يعني إنهزام وطن بحاله.
*سقوط الحاميات العسكرية للجيش بعدد من الولايات… سبط من عزيمة الجنود وفتح الباب امام تكهنات كثيرة… ماذا تقول في ذلك!
في الشهر الأول لهذه الحرب تقدمنا باسم تجمع كيان الوطن بمبادرة لوقف الحرب،كان أهم بنودها ما يلي (تنسحب القوات المسلحة من جميع ولايات دارفور إنسحاباً كاملاً ويبقى الأمن العسكري فيها تحت مسؤولية القوات المشتركة المكونة من قوات الدعم السريع والحركات المسلحة والشرطة والأمن تحت إشراف الأمم المتحدة.)
عندما تقدمنا بذلك كنا فعلا نتحسب لسقوط الفرق العسكرية في دارفور . لأننا كنا نعلم أن المركز سينشغل عنها بنفسه، وهذا ما حدث، لقد كنا نريد انسحابا شريفا لقواتنا وتمكينا كاملا للقوات المشتركة بإشراف دولي. فقامت الدنيا ولم تقعد واتهموني بأنني أسعى لفصل إقليم دارفور، فليس مقبولا أن تنسحب فرقة بأكملها من أرضها، وقد كان العلاج موجودا في اتفاقية جوبا رغم رفضنا لكثير من جزئياتها، إلا أن موقعيها أحجموا عن تطبيقها واكتفوا منها فقط بتوزيع الثروة والسلطة ورفضوا تنفيذ بناء القوات المشتركة ، والتي لو طُبقت في دارفور لكانت علاجا شريفا يغطي انسحاب أو بالأحرى تسليم الفرق العسكرية للقوات المشتركة. ولكن هذي هي محنة التطبيق الجزئي لكل اتفاقيات السودان.
*هل كنت تتوقع سقوط مدني؟ … ومن ساعد في السقوط؟ ولماذا تأخر التحرير؟
نعم كنت أتوقع سقوطها حيث كنت أرى الطريق الرابط بين مدني والخرطوم بالشرق والغرب ليس فيه قوات مسلحة كافية لحمايته،والذي ساعد في السقوط هي العمالة والخيانة والإرتزاق،أما لماذا يتأخر التحرير فهذا سؤال تجيب عليه القوات المسلحة وحدها ولها تقديراتها، ولكني أرى ضرورة الإسراع في ذلك.
*دار لقط كثير حول المقاومة الشعبية… ماذا تقول في هذا المصطلح وهل أدى الدور المطلوب منه؟
المقاومة الشعبية تعتبر هي الحل الأمثل بشرط أن تتبناها القوات المسلحة مثلما تبنت قوات الدفاع الشعبي من قبل. ولا خطر منها أبدا إذا تبنتها القوات المسلحة تأهيلا وتسليحا وقيادة، ولكني أرى القوات المسلحة ما زالت مترددة جدا إزاء لعب هذا الدور؛ لا أرى أن يقوم أشخاص أو جماعات أو أحزاب بتسمية أنفسهم قادة للمقاومة الشعبية وإنما هذا واجب القوات المسلحة جملة وتفصيلا . يقودها ضباط بالخدمة .. بالضبط كما كان يحدث في الدفاع الشعبي لضمان تبعيتها عملياتيا وإداريا لرئيس الأركان.
*هل هذه الحرب ستنتهي بالتفاوض كسابقاتها؟
التفاوض السياسي هو جزء من الحل العسكري،ولا شك أن التفاوض سينطوي على بنود عسكرية، ولكني أرى صعوبة أو استحالة التفاوض في ظل شروط الطرفين للتفاوض.
*كثر الحديث عن وجود تيارين داخل كابينة الجيش.. واحد يسعى من أجل التفاوض وآخر يريد مزيدا من البل…..بحسب متابعتك هل هذا الحديث صحيح ومع أي التيارات انت!
لو صح أن هنالك تيارين في الجيش متناقضان فلا شك أن التيار الأعلى صوتا هو تيار عدم التفاوض أو على الأقل لا تفاوض إلا بعد التزام الدعم السريع بإخلاء منازل المواطنين والمرافق العامة وما إلى ذلك. وهذا ما لن توافق عليه قوات الدعم السريع وما لن تتجاوزه القوات المسلحة، فباب الحوار يكاد يكون مغلقا ولم يبق غير الحرب، أنا فعلا أميل إلى التفاوض وفق الشروط أعلاه ولكني أيضا أدرك كما يدرك غيري أن الدعم السريع الآن ليس له مركز اتخاذ قرار،وأن قوات الدعم السريع قد فقدت السيطرة المركزية فأصبح الإتفاق والتشاور معها مستحيلا أو هو ضرب من المستحيل.
SSNA NEWS - سسنا نيوز
صدق الكلمة وسرعة الخبر