الفاتح داؤد يكتب: طريق “الدندر الحواتة القضارف” التحدي والاستجابة
ما من طريق استحوذ علي الاهتمام والنقاش وسط الطبقة السياسية والمواطنين بولاية القضارف، بعد مشروع مياه القضارف مثلما حظي بذلك ، طريق الدندر الحواتة القضارف،الذي ظل يشكل هاجسا مؤرقا لمواطني محليات الرهد وقلع النحل والمفازة،التي تعد من المحليات الاستراتجية ذات التداخل الديمغرافي مع ولايات سنار والنيل الازرق ،فضلا عن مزاياها الاقتصادية الجاذبة، التي تذخر بها في القطاع البستاني والزراعة المطرية،وبعد سقوط اجزاء واسعة من ولاية الجزيرة في يد المليشيا المتوحشة، ازدادت اهمية الطريق الاستراتجية والامنية بعد ان اصبح الرابط الوحيد بين ولايات السودان وشرق البلاد،لكونه اصبح يختصر ثلث المسافة التي تقطعها الشاحنات والبصات السفرية القادمة ، من ولايات سنار والنيل الازرق والنيل الأبيض وولايات كردفان و دار فور ، وبحسب خبراء من المتوقع ان يساهم الطريق في تخفيف الضغط على حركة الشحنات في الطريق القومي القضارف مدنى، بنسبة ٦٠% ،فضلا عن المساهمة في انعاش الحركة التجارية بين القضارف وولايات السودان الاخري،وكذالك المساهمة في نهضة وتطوير المحليات التي يخترقها الطريق،وتحولها الي محليات جاذبة للاستثمار في القطاع البستاني والزراعي ،خاصة في المساحات الواقعة ما بين الدندر وأبو رخم والمقرح،كما يبني المزارعون من اصحاب المشاربع الزراعية امالا عريضة علي الطريق ،في تذليل الصعوبات التي تواجههم ابان فصل الخريف ،في مايلي الحركة ونقل المحاصيل الزراعية، بسبب الطبيعة الطينية للمنطقة التي تفصل اجزاء واسعة منها عن العالم اثناء هطول الامطار ،وكذالك يتوقع اقتصاديون ان يساهم الطريق في تنمية وتطوير المناطق الحضرية في محليات الحواتة وقلع النحل وجورها من قرى.
ورغم التسويف والمماطلة وغياب الارادة السياسية،التي صاحبت تنفيذ المشروع ،الذي يعد من الطرق القومية المقترحة منذ عشرات السنين.
الا ان قرار انشاء الطريق قد نزل بردا وسلاما علي اهل المنطقة، الذي اجمعوا علي
أهمية هذا الطريق ،وتعهدو بتقديم كل ما من شانه تذليل الصعوبات وتسهيل المهمة، لقناعاتهم ان هذا الطريق بات بمثابة الرئة التى يتنفس عبرها، أكثر من نصف ولايات السودان ،و يشكل رغم وعورته الشريان الرابط بين العاصمة المؤقتة بورتسودان وبقية الولايات.
وقد كان لافتا الاستقبال الكبير من اعيان ورموز المحليات اامعنية ،وفد والي القضارف وممثلي الشركات ، التي وقع عليها الاختيار لتنفيذ الطريق البالغ (110) كيلومتر ،وحسب العقد فان فترة تنفيذ المشروع قد تتجاوز مدة شهر ،وبذلك يكون نصيب كل شركة من الشركات المنفذة،نحو ثمانية كيلو مترات،الا ان التحدي يبقي في هل باستطاعت الشركات ،الوفاء بالتزاماتها في المدة المتفق عليها ، مع الوضع فى الإعتبار بعض الطوارئ التى قد تحدث هنا وهناك
.وان كانت ثمة رسالة في بريد الشركات التى تم التعاقد معها والمحليات المستهدفة.
عليهم التحلي بالروح الوطنية والتسامي فوق الذات وتقدير الظروف المالية والإقتصادية ، التى تحاصر البلاد،حال عجز الحكومة الإتحادية عن بالإلتزاماتها المالية، والعمل بنظرية كل الممكن وبعض المستحيل، ولو من باب المسؤولية الإجتماعية لهذه الشركات للشعب السودانى، اما التحدى الماثل أمام هذه المحليات، فهو توفير الحماية الامنية لمسار الطريق وتقديم التسهيلات المطلوبة من قبل الشركات ….
SSNA NEWS - سسنا نيوز
صدق الكلمة وسرعة الخبر