الفاتح داؤد يكتب: ام درمان الصمود تنتفض من تحت والرماد
يبدو ان الملاحم البطولية التي سطرها ابطال القوات المسلحة وهيئة العمليات وكتائب العمل الخاص،في معارك تطهير مدينة ام درمان من دنس المليشيا المجرمة، لم تفصح بعد الإ عن القليل من أسرارها وحكاياتها بعد ،إذ لازالت هناك ثمة قصص لم تروي، وروايات لم تكتمل فصولها، لان بعض ابطالها زمرة من الشهداء الذين اصطفاهم الله الي جواره، واخرون لازالوا علي العهد والطريق،بالطبع سوف ينصفهم التاريخ عاجلا او آجلا.
فقد لعب بعض هؤلاء الرجال ادوار كانت مفصلية وحاسمة في تماسك مؤسسات الدولة،التي كانت علي وشك الانهيار لحظة اندلاع الحرب اللعينة،التي ضرب زلزالها في كل الجبهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
.ولعل ماحدث في اسبوعهاالاول من فراغ سياسي في الخرطوم،كان وحده كافيا بانهيار السودان، لولا ان قيض الله لهذه البلد، بعض الرجال الشجعان الذين نجحوا في امتصاص الصدمة الأولي، بثبات وجسارة وشجاعة،مكنتهم من جمع شتات المسئولين من كبار رجال الدولة،الذين تفرقت بهم السبل وهاموا علي وجوههم من هول الفاجعة.
وكان من بين هؤلاء الرجال الذين ستحتفي بهم صفحات التاريخ حتما، والي الخرطوم الاستاذ احمد عثمان حمزة الذي ضرب مثلا في الشجاعة والصبر والمصابرة،ولم يغادر ولاية الخرطوم بل اختار البقاء وسط ازيز الرصاص ودوي المدافع وقصف القنابل،حتي يحافظ ع استمرارية أجهزة ومؤسسات الدولة في اداء واجاباتها الدستورية،دون اكتراث لدعاية الماكينة الإعلامية للمليشيا،التي عملت نحو تثبيت فرضية انهيار السلطة،
لاكمال حلقات اختطاف الدولة والانقضاض عليها،
ولعل اول ما يحسب لوالي الخرطوم ، انه ااستطاع في وقت وجيز، استعادت ثقة المواطنين في الدولة،حيث شرع في اعادة الحياة الي مفاصل
القطاعات الخدمية الاستراتجية،خاصة قطاع الصحة والخدمات الاساسية، الذي تعرض الي استهداف وتدمير ممهنج من المليشيا،واصبحت عملية تشغيل المستشفيات وانسياب خدمات الصحة ،تشكل تحديا كبيرا بعد احتلال المليشيا للمستشفيات والمراكز الصحية، التي حولتها الي ثكنات عسكرية،الا ان ولاية الخرطوم وبالتعاون مع الاطباء والكوادر الصحية ،استطاعوا اعادة تشغيل نحو”25″مستشفي،و”122″مركز صحي انخرطت في تقدم خدماتها في المناطق الامنة بلاتوقف،فيما عملت بالتوازي مع ادخال مشروعات جديدة،شملت اعادة تاهيل وتشغيل “15 “مرفق صحي جديد، ساهمت في تخفيف الضغط ع المستشفيات الموجودة العاملة،التي استقلبت منذ اندلاع الحرب نحو “28،430” حالة اصابة من الرصاص وسط المدنيين.
فضلا عن تامين انسياب الامداد الدوائي بصورة دائمة،خاصة ادوية الطواري والامراض المزمنة لنحو “2000” من مرضي الكلي،الذين يتلقون العلاج في عشرة مراكز داخل الولاية،وفيما تجري الترتيبات لافتتاح مركز مدينة الفتح لعلاج الكلي، الذي يستوعب نحو “200”سرير،
ولم تقف جهود حكومة ولاية الخرطوم بذلك،بل تمضي بخطي متسارعة،لعودة الحياة الي طبيعتها، من خلال اقناع المؤسسات الاقتصادية القومية، بضرورة مزاولة نشاطها خاصة المصارف والبنوك، التي بدات في اعادة الحيوية الي مفاصل القطاع التجاري، بدا واضحا في انتعاش حركة الاسواق التجارية في المناطق الامنة .
ولعل اللافت في الامر ان كل تلك التحديات لم تثني ولاية الخرطوم رغم “شح الموارد” من خلق بدائل سريعة وابتكار حلول عاجلة،لاعادة الحياة الي طبيعتها في مدينة ام درمان القديمة، التي حررتها القوات المسلحة مؤخرا. حيث شرعت فرق متخصصة من وزارات الصحة والبني التحتية وسلاح المهندسين والمتطوعين، في ازالة الانقاض وركام الدمار من شوارع الاحياء، واصلاح خطوط الكهرباءوالمياه التي تضررت بفعل المعارك ،بالتوازي مع عودة الشرطة، الي ممارسة نشاطها في الاحياء التي طهرها الجيش.
SSNA NEWS - سسنا نيوز
صدق الكلمة وسرعة الخبر