مُســلم مُرحـال-المُـحامــى يكتب :اقتلاع مبنى الإذاعة عنوةً واقتداراً
…
حُمْرة عين….
التهانى والتبريكات للشعب السوداني العظيم بإقتلاع مبنى [الهيئه القوميه للإذاعه والتلفزيون] عنوةً واقتداراً و[حُمرة عين] من فكَّى المليشيا التى أطبقت عليه بعد أن كان تحت حراستها بإعتباره مُنشأه حكوميه .. فى نموذج صارخ للغدر والخيانه فإن ما حدث بالضبط يوم السبت 15 أبريل 2023.. داخل المبنى أن مجموعة من الموظفين والعاملين في تلك (الوردية) صباح ذلك اليوم حيث وصلوا حوالى الساعة 7.30 ص وفوجؤوا بالزيادة الكبيرة في عتاد قوات المليشيا المتواجده وإنتبهوا إلى أنها كانت في وضع إستعداد كامل وكانت كل المركبات الداخله إلى الهيئة تخضع للتفتيش كما ويسألون الموظفين عن هوياتهم..وما أن إستقر الموظفون في مكاتبهم أو خلف أجهزتهم حتى فُوجئوا بأفراد من المليشيا يأمرونهم بالخروج من الأستديوهات والمكاتب والإصطفاف في الخارج وكان ذلك حوالي الساعة 8.15 ص وكان العاملون يسألون أفراد المليشيا ماذا هناك ؟؟
فكان الرد .. (حتعرفو بعد شوية)…
مع تصاعد حِدة الإشتباكات من على البُعد من الضِفة الثانية للنيل (فى الخرطوم) تم اقتياد العاملين في التلفزيون والعاملين في الإذاعة إلى حوش الهيئة الرئيسي ثم طلبوا من العاملين من غير الفنيين الانصراف وأمروا السائقين بإرجاعهم إلى منازلهم وأخيرا قالوا (ساعات بس ) وتستقر الأوضاع…فقد كانوا يظنون أن خطتهم التى ظنوها محكمة ستمنحهم النصر في ساعات وبعدها سيكونون هم حكام وسكان الخرطوم الجدد …..
مرت الأيام والشهور إثر انتظار طال أمده وبعد ترقُب كبير حبس الشعب السوداني فيه أنفاسه فى ملحمة تحرير مبنى الاذاعه والتلفزيون حيث اعلنت القوات المسلحة بتاريخ 12 مارس 2024 اقتحام مبني الاذاعة والتلفزيون والسيطرة عليه بعد حصار خانق إمتد لاكثر من 60 يوماً….
ماذا حدث بالضبط؟؟؟
إن ما حدث هو أن الجيش والشرطه وهيئة العمليات والمستنفرين بعد حصار دام (60) يوماً نفذوا هجوم إثر خطه مُحْكمه بدأت فى تمام الواحدة من صباح يوم الثلاثاء 12 مارس 2024م حيث تم استدراج المليشيا بكل آلياتها وعرباتها ومعداتها من حوش الاذاعة والتلفزيون وتقدر بأكثر من (130) عربة وآلية واتجهت بطريقين محازاة حوش الخليفة والاتجاه غربا إلى مبنى محلية أم درمان وقوة اخرى من ناحية مستشفى الدايات على ذات الاتجاه وفى أول ضربة دمرت المسيرات (18) عربة جوار المحلية وعدد (11) عربة جوار مستشفى الدايات وتوالت الضربات وبعد ساعة كانت قوة المليشا قد فقدت قدرة المناورة فهم يعانون من قلة الذخائر وغياب القادة وعدم معرفة ميدان المعركة وتبعثرت القوه وهربت وتركت أكثر من (35) عربة بكامل عتادها واستولت عليها قوات المهندسين بعضها ماكيناتها فى وضع التشغيل وحدث إشتباك وتم اصطياد العربات الهاربة واستمرت المطاردة بالقوات المتحركة والقناصة والمسيرات حتى شروق الشمس وحاولت قوة قوامها (10) عربات قادمة من ناحية المربعات بأم درمان فزع وتمكن متحرك الشهيد عرديب وأسود العرين من تدمير (6) عربات وهربت البقية وباءت كل محاولات الإسناد بالفشل حتى الإسناد النهرى وكانت الهزيمه النكراء..وفى الساعه 9.50 ص اصدر الناطق الرسمي للقوات المسلحة بيانا أكد فيه سحق قوات المليشيا الإرهابية التي كانت متواجده بحوش….. الاذاعه والتلفزيون وتدمير معظم قواتها وآلياتها ..وتعتبر هذه الهزيمه هى ثاني أكبر هزيمه للمليشيا بعد ضربة جبل سركاب وبرج الإتصالات يوم 15 ابريل 2023م ،
نقول للذين يروجون أيضا ان المليشيا انسحبت من مبنى الاذاعه نقول لهم بأن مبنى الإذاعة تم اقتلاعه عنوة واقتداراً و(حُمره عين)…
من يروجون أن هنالك هدنه معلنه وان قوات المليشيا أُخِذت على حين غِره هذا قول مردود عليه بأن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير الذى حمل الرقم (2724) حول وقف الأعمال العدائية في السودان خلال شهر رمضان هو غير ملزم ولا يعنى شيئا بالنسبه لسير العمليات ولا توجد هدنه من أصله والحرب على أشُدها ومُستعِرُُ أوارها ولا تنطفئ شعلتها إلا بالقضاء على المليشيا المتمردة والمرتزقه والخونه والعملاء والمُخذِلين….
ونقول للذين يروجون بأن لا اهميه لمبنى الاذاعه والتلفزيون فليعلموا أن أكبر قياده للمليشيا داخل السودان عموم بعد مقر برج الاتصالات الذى تم تدميره منذ اليوم الأول هو مقر الاذاعه والتلفزيون بأم درمان حيث احتفظت المليشيا بعدد كبير من الآليات والعتاد والقيادات واجهزه التشويش وخلافه فى الاذاعة والتلفزيون ، وتم تحصين الموقع بصورة دقيقة ومعقدة..
فهنيئا للشعب السوداني بهذا النصر الذى له ما بعده حيث ان تحرير الاذاعه والتلفزيون يعتبر من أهم انتصارات القوات المسلحه في الآونة الاخيرة نظراً لأهمية الموقع لانه الرابط بين شمال امدرمان وجنوبها وقاعده المهندسين بقاعدة كررى العسكرية وباستلام الموقع يتوفر ضمان انسياب الإمدادات لوجستياً.
من المؤكد أن تحرير مبنى الإذاعة والتلفزيون من دنس المليشيا قد كسر ظهر قواتها باكبر خسارة لها في موقع واحد بولاية الخرطوم منذ بداية الحرب…
إن هزيمة المليشيا في معركة الاذاعة والتلفزيون يعني انحسار وجودها في ام درمان القديمة وتراجعها إلى مناطق غرب امدرمان…
هذه الهزيمه تشكل مدخلا لإنهيار وشيك لقوات المليشيا حيث ساهمت بشكل فعال في خفض الروح المعنوية لمقاتلى المليشيا مما سيؤدي إلى تزايد عمليات الهروب من جبهات القتال المختلفة….
ثبت أن للقوات المسلحة تتمتع بمهارات عالية حيث تم تحرير الموقع دون حصول دمار أو حريق في المبني او فقدان للقيمة التراثية الرمزية لمحتويات مكتبة الاذاعة التاريخية…..
فهنيئا لنا…
عاشت القوات المسلحه والشرطه وجهاز المخابرات والمقاومه الشعبيه المسلحه
درعاً وحامياً للوطن….
SSNA NEWS - سسنا نيوز
صدق الكلمة وسرعة الخبر