سسنا نيوز صدق الكلمة وسرعة الخبر
تابعنا على وسائل التواصل

إبراهيم عبري يكتب :(المقاومة الشعبية) … مُكشاشة بلا حبل ..!

0

عندما أقال الرئيس التشادي إدريس دبي ، رئيس وزراء حكومة بلاده من منصبه في التسعينات من القرن الماضي ، ولم يعين شخصا بدلا عنه رئيسا للوزراء ، فقال المذيع في إذاعة تشاد أن حكومة تشاد أصبحت مكشاشة بلا حبل ..!).

فالٱن نحن نقول أصبحت المقاومة الشعبية التي إنطلقت بولايات البلاد المختلفة في معركة الكرامة لدحر التمرد (مكشاشة بلا حبل ..!) وبالطبع في حاجة لجسم قومي يربطها وينظم عملها ، وقد دخلت هذه المقاومة حيز التنفيذ وأصبحت واقعا مجتمعيا بالولايات حيث نفر لها الناس من كل فج لا سيما عقب دخول التمرد ود مدني الوريفة حاضرة ولاية الجزيرة في أكبر عملية إختراق وخيانة من الداخل بفعل العملاء والطابور الخامس ..!، وما أدراك ما الطابور الخامس ، وقد سبب ذلك هاجسا أمنيا لدى الجميع مما ٱغضب نائب رئيس مجلس السيادة الفريق مالك عقار إير لمجهوداته التي بذلها ىفي تأمين ولاية الجزيرة وراحت سدى مع الأسف ..!.

وبلاشك نحن مع المقاومة الشعبية كفكرة مجتمعية تماما لحماية الأرض والعرض ونعتقد إنها جاءت في أوانها ومكانها لظروف موضوعية لإسناد ودعم القوات المسلحة لاجتثاث شأفة المليشيات من جذورها في وقت تكالبت فيه شتى دول الجوار الافريقي وغيرها
علي بلادنا بدعم لوجستي خارجي بالافراد والعتاد مع الأسف بعضهم اشقائنا واصدقاءنا ، وبالتالي وجب علينا جميعا أهل السودان إسناد ودعم القوات المسلحة بالنفس والمال ، وعليه فإن المقاومة الشعبية التي انطلقت تلقائيا فاخافت الأعداء وارهبتهم استوجبت منا جميعا دعمها والمشاركة فيها بالنفس والمال وبكل ما نملك من جهد ، ومن لم تحدثه نفسه عن ذلك فليراجع وطنيته ولكن ..؟!.

ولكننا أيضا نحن مع تحفظات كومرد مالك عقار علي ضبط وتنظيم وترتيب المقاومة الشعبية في السودان وبالطبع ليس معني ذلك أننا ضد الفكرة ..!، ولكننا مع تحفظاته علي منهج التطبيق عملياتيا وبالطبع تلك تحفظات لها مكانتها ومرجعيتها التراكمية من واقع تجارب عملية في السودان (الدفاع الشعبي، حرس الحدود ، الشرطة الظاعنة ، قوات الدعم السريع وغيرها ..!) ، ولذلك لم يكن عقار متحمسا بذات انفعالات أهل الجزيرة الذين تغنوا ورقصوا وهللوا وكبروا للنفرة هكذا ..!.

بكل تأكيد الخطأ ليس في فكرة المقاومة الشعبية ، بل في طريقة تنفيذها خوفا أن تنحرف بها بعض المكونات والمجموعات القبلية مثلما حدثت في عمليات التسليح السابقة حيث انحرفت بها عن مسارها لمكاسب تسليح قبلية ، في دارفور وكردفان ولاتزال تلك تجارب عملية ماثلة ..! ، وبالتالي نحن ضد عملية انتشار السلاح في أيدي المواطنين هكذا دون ضوابط وربما يتسرب السلاح لعمليات تسليح القبائل ، وربما تقود أيضا لبروز حركات مسلحة جديدة مثلما حدث في دارفور وكردفان والشرق والنيل الأزرق وجنوب السودان سابقا ولا تزال تعاني حتي الٱن من ذات مشكلة عملية التسليح التي تمت بصورة غير مضبوطة ، ولذلك كله لابد من ضبط السلاح تحت إمرة القوات المسلحة السودانية مع ضبط العقيدة القتالية للمستنفرين في إطار القضية الوطنية ..!.

ولكن أيضا ليست البندقية في حد ذاتها غاية ، بل وسيلة لتحقيق غاية وهي السلام المستدام ..!، ولا يأتي ذلك إلا عبر عمليات حوارية أوتفاوضية في وقت معلوم وبكيفية محددة وبالطبع ليس مع من أجرم في حق هذا الشعب ..!، فالمجرم جزاءه العقاب من ذات نوع العمل ولذلك كله تسارعت كردفان ولحقت بها دارفور وهم الاكثر ضررا مجتمعيا من عمليات التسليح السابقة ، هبوا لتوحيد جهود المقاومة الشعبية في جسم قومي موحد يتبناه الشعب فانضمت إليهم النيل الأبيض وقد أبدت بقية الولايات تحمسها للفكرة في الجسم الموحد ليس لاسناد ودعم القوات المسلحة وتنفيذ عمليات الاسترجاع والدمج ولأجل السلام وتعزيز التعايش ودرء ٱثار الحرب فحسب ، بل أيضا لتصبح جسما سياسيا حاضنا للحكومة للمساهمة في إنقاذ البلاد أمنيا وسياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وتنمويا وخدميا ..!.

وبالتالي من حق أي شخص أن يتساءل لماذا إنطلقت المبادرة من كردفان ولماذا لحقت بها دارفور حالا وانضمت إليهم النيل الأبيض ولماذا بادرت القضارف والجزيرة والشمالية ، وبالطبع مطلوب مشاركة ولايات السودان جميعها وهم شركاء بالأصالة ..!، أهلنا يقولون الضاق عضة الدبيب بخاف من مجر الحبل ..!) ، ولكل ذلك في تقديري الخاص جاءت مبادرة تنظيم صفوف المقاومة الشعبية في هيئة قومية شعبية عليا فكرة صائبة تضبط الإيقاع وليس تركها هكذا مكشاشة بلا حبل ..!.
الرادار … الخميس 15 فبراير 2024 .

SSNA NEWS - سسنا نيوز

صدق الكلمة وسرعة الخبر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.