في حدث بارز يعكس تحوّلًا في المشهد القبلي السوداني، أعلنت قبائل الهوسا، مساء أمس، تنصيب الأمير التجاني موسى أميرًا عامًا لها على مستوى البلاد، وذلك خلال مؤتمر جامع نُظم بحي دار السلام في مدينة بورتسودان، بمشاركة واسعة من القيادات الأهلية والدينية والمجتمعية.
ويأتي هذا التنصيب ضمن مبادرة أطلقها القيادي إدريس أبكر “أبو زيتونة” لتوحيد صف قبائل الهوسا في السودان، بعد جهود امتدت لأكثر من ستة أشهر، توّجت بإعداد وثيقة تأسيسية موحدة تنظم العمل القبلي، وتؤكد على الهوية الإسلامية كمرتكز جامع للهوسا.
وتميّز اختيار الأمير الجديد بأنه جرى عبر عملية ترشيح وانتخاب حرّ ونزيه، استند إلى الكفاءة والتوافق وليس إلى التوريث، ما يعكس توجهًا نحو تأسيس قيادة قبلية رشيدة أكثر تمثيلًا وشفافية
وأوضح محمد نور الدين، أمير الهوسا بولاية النيل الأزرق، أن الوثيقة الأساسية التي أُقرت خلال المؤتمر تمثل تطلعات أبناء الهوسا، وتدعو لرتق النسيج الاجتماعي وتعزيز وحدة الصف، إلى جانب دعم القوات المسلحة في معركتها ضد ما وصفه بـ”مليشيا آل دقلو الإرهابية”.
كما أكد الدكتور خضر أبكر، ممثل اللجنة التحضيرية من ولاية كسلا، أن ورشًا تحضيرية سبقت هذا الإعلان، وأسست لروح الوحدة بين القبائل الهوساوية المنتشرة في ولايات السودان المختلفة.
وجدد الدكتور عبد المنعم إدريس، أمير الهوسا بكسلا، دعمهم الكامل للقوات المسلحة، مستشهدًا بتضحيات أبناء القبيلة في المعارك، ومن بينهم الشهيد عثمان مكاوي، مشيرًا إلى استعدادهم لتقديم المزيد من التضحيات من أجل أمن واستقرار السودان.
في السياق ذاته، دعى نائب أمير الهوسا بولاية جنوب كردفان، الدكتور عبد العزيز محمد عمر، إلى تجاوز الماضي ونبذ الخلافات، والتركيز على الحوار والعمل المشترك لبناء مستقبل يليق بالهوسا في السودان.
واختتم الأمير المنتخب، التجاني موسى، المؤتمر بكلمة تناول فيها التاريخ الحافل لقبائل الهوسا، مشيرًا إلى دورهم في محطات مفصلية من تاريخ السودان، من الثورة المهدية وحتى معارك الكرامة الأخيرة، التي أكد أن أبناء القبيلة قدّموا فيها أكثر من 346 شهيدًا.
كما دعى إلى تمثيل عادل للهوسا في الحكومة المقبلة بقيادة الدكتور كامل إدريس، مشددًا على دور الإمارة في دعم القوات المسلحة، وأهمية عودة أبناء الهوسا إلى النيل الأزرق للمساهمة في إعادة الإعمار والتنمية مع التأكيد على إشراك المرأة الهوساوية في مختلف مجالات العمل المجتمعي