سسنا نيوز صدق الكلمة وسرعة الخبر
تابعنا على وسائل التواصل

مقالات دعوية: د.عبدالعزيز مهدي حسب الكريم: يكتب: هل المعاملات تنسف العبادات..؟

0

إن أخطر قضية يعاني منها المسلمون حاليا هي حالة الانفصام بين العبادات والأخلاق والمعاملات، وتأتي خطورة ذلك في أن المعاملات والأخلاق قد تنسف حسنات العبادات يوم القيامة، فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد قد يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة فيجعلها الله هباء منثورا، روى ابن ماجة عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ” لأعلمن اقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا، فيجعلها الله هباء منثورا” قال ثوبان: صفهم لنا جلهم لنا ، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: ” إنهم إخوانكم ومن بني جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلو بمحارم الله انتهكوها”
قال أحد العلماء : (اذا خلو بمحارم الله ” لا يقتضي خلوتهم في بيوتهم وحدهم، بل قد يكونون مع جماعتهم، ومن على شاكلتهم. وقال آخر: “إن خلو بمحارم الله ” ليس معناها ” سرا” وإنما اذا سنحنت لهم الفرصة انتهكوا المحارم.
وهو معنى جميل ينطبق على حال بعض الناس اليوم ، اناس كان لهم من العبادات ما يحقر المرء نفسه معهم ، لكن لما سنحت لهم الفرصة انتهكوا المحارم.
ولذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم أن المعاملات قد تنسف حسنات العبادات
فقد جاء في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” أتدرون ما المفلس؟” المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: ” إن المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار”.
إن المتأمل في أسباب الإفلاس التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم يجدها أنها كلها دائرة على سبب واحد وإن تنوعت صوره، – وهذا السبب في جوهره يرجع الى الاخلاق والمعاملات – وهو الاعتداء على حقوق الخلق، وظلمهم.
وذكر الحديث أن هذه الأفعال تصدر من أناس لهم نصيب من العبادات لكن تلك العبادات لم تثمر في قلوبهم الإيمان الحق الذي يحول بينهم وبين تلك الأخلاق السيئة والمعاملات القبيحة ولذلك سيكونون من أهل الإفلاس يوم القيامة حيث تنسف تلك الأخلاق والمعاملات السيئة حسنات عباداتهم التى تعبو في تحصيلها .
فالعبادات في جوهرها معاملات، فالصلاة جماعة لاذكاء روح الترابط والتواصل بين المسلمين، كما انها تنهى عن الفحشاء والمنكر، والصيام إحساسا بجوع الفقراء والمساكين، والزكاة مشاركة في الأموال بين الناس، بين الغني والفقير، والحج تجمع سنوي للمسلمين لدراسة أحوالهم وتحديد أصدقائهم وأعدائهم
لكن للأسف يعيش كثير من الناس حالة انفصام بين العبادات والاخلاق والمعاملات التي هي جوهر العبادات.
ومع ذلك يحسب أحدهم أنه يحسن صنعا.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلم الحق هو من يسلم الناس من أذاه فقد روى البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”
إن من علامات الإسلام ان يظهر أثره على المسلم في عدم أذيته للخلق بالقول أو اليد.
بل نفي النبي صلى الله عليه وسلم كمال الإيمان عن سيئ الأخلاق، فقال : ” والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن” قيل: من يا رسول الله؟ قال: ” من لا يأمن جاره بوائقه”
بل ذهب الاسلام الى اكثر من ذلك حيث جعل الإسلام المقياس الذي يقاس به المسلم هو معاملته، لا صومه ولا صلاته ، فما حسنت معاملته دل ذلك على حسن إسلامه
فقد قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم؛ إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصدقتها وصيامها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال : ” هي في النار”
فقد نسفت ثواب عباداتها بسوء خلقها ومعاملتها لجيرانها.
وبالمقابل يبين لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن حسن الخلق وكريم المعاملة أثقل ما يكون في ميزان العبد يوم القيامة ، حيث قال : “ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن “.
وقال: ” إن العبد ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم”.
وقال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :” بينما رجل يمشي بطريق، وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له ، فغفر له”
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.

SSNA NEWS - سسنا نيوز

صدق الكلمة وسرعة الخبر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.