من يزرفون دموع التماسيح علي هياكل معتمدية اللاجئين..؟
التوم مكي
ينخرط عشرات من موظفي معتمدية اللاجئين في السودان ممن طالهم التقصير بسبب الحرب ينخرطون في موجة معاكسة للتقليل من حجم العمل والاداء الذي تقدمه الادارة، ودخلوا أيضا في تقديم إستثنائهم الذي تم بالقانون وكأنه مظلمة إدارية او تجني سياسي من قبل المعتمد، وفي الحقيقة ان عملية توقف الموظفين من العمل تمت وفقا لوقائع وحيثيات داخل معتمدية اللاجئين، مثلها والمؤسسات الأخري التي توقفت تماما عن العمل بسبب الحرب، بل وعلي العكس فان معتمدية اللاجئين كانت حريصة علي مواصلة العمل بذات الهيكل قبل اندلاع حرب (15) أبريل .. لكن الظروف لم تكن مواتية من جانب حكومة السودان وإلتزامات وزارة المالية، او من جانب المانحين الذين يدعمون مشروعات الإدارة بما فيها مرتبات وإستحقاقات العاملين
ان الموظفين الذين يمقتون أفكار معتمد اللاجئين موسي علي عطرون الإصلاحية، انما يفعلون ذلك من أجل الحفاظ علي الوضع القديم المترهل، والذي يجد فيه الموظفين حريتهم في الانكباب علي إمتيازات الوظيفة دون جهد يذكر، بينما ظلت كل المرجعيات الإدارية والإدارات المختصة بهياكل الخدمة العامة، تؤكد وعلي الدوام ان ثمة “شحما” و”تورما” ظل يلازم هيكل معتمدية اللاجئين، وإنها هياكل مستمدة من ترضيات عشارية سياسية أكثر منها عبر الكفاءة، ولذلك فهم دائما ما ينتقدون أي عملية تغيير في هذه الهياكل القاصرة عن أداء دورها رغم عددها الكبير والمهول، ويصفونها علي الدوام بأنها محاولة سياسية، ويلبسونها ثياب رثة وبالية، وحيل لا تنطلي علي أحد
ولو كانت هنالك أدلة وشواهد علي الإرداة التي يتمتع بها معتمد اللاجئين في الوصول لهيكل مثالي للمعتمدية، فليس أدل علي ذلك من إنخراطه لإنجاز هيكل إدارته في ذروة الحرب الدائرة الآن، ولو لم يكن مؤمنا بأفكاره لتهيب الدخول في مثل هذه العمليات في ظروف يمكن ان تقود وتؤدي الي إقالته من منصبه .. حيث يمكن لخصومه الإستفادة من حالة الإستقطاب والنفوذ الحالية للوصول الي هدفهم برج الزجاجة وإبعاد المعتمد عن طريقهم والوصول بسهولة الي هدفهم بعودة المعتمدية الي عهدها القديم من العطالة المقنعة التي ظلت مستشرية فيها طوال سنوات ما قبل ان يضع موسي ألواح الإصلاح، ويتمكن بقبضة حديدية من تسيير العمل في إدارته غير عابئ بشئ وان كان سيؤدي لمغادرته
ان النوايا السياسية لمحاولة إقالة معتمد اللاجئين من منصبه أوضح من الستارة الشفافة التي يلف بها الموظفين محاولة نيل الحقوق المهنية والإدارية، ولو كانوا جادين في رد حق لهياكل المعتمدية، فكان عليهم السؤال عن كيف استعرت الحملة مع خطاب عنصري مقيت يشكك في مقدرات المعتمد عطرون، لكن كما يقول المثل “حلال علي بلابه النوح..حرام علي الطير من كل جنس”، ومع ذلك فإن معتمد اللاجئين ومن يشتغلون معه في إنجاز مهام المعتمدية الان ظلوا صامتين إزاء محاولات التعدي، وإستغلال حالة الموظفين لتحقيق أهداف واضحة ومعلومة
ان قيادة الدولة والوزارة التي تنضوي تحتها معتمدية اللاجئين لو كانت حريصة علي تعيين لجان التحقيق في تقديرات المعتمدية وهي من صلب إختصاصها .. كان عليها النظر أبعد لتجاوز الموظفين رفع تظلماتهم خارج إطار المعتمدية نفسها رغم ان القضية هي قضية الادارة، وان الموظفين يتبعون للمعتمد وينضوون تحت هياكل خدمة عامة، لكن يبدو ان وظائف المشروعات “الدولارية” تجعل من الواحد “ثورا في مستودع الخزف”، وحين يفقدها يثور الي ان يظهر خواره .. لكن بلا جدوي لتعطيل عملية التغيير الماضية، إن البكائيات التي تقاطرت في الايام الماضية علي حال الهياكل، والاتهامات المزعومة لعدد موظف او اثنين بأنهما في سن المعاش، تهم مردودة، فهياكل معتمدية اللاجئين في عهد من يبكون الان بُنيت بالترضيات السياسية، وأصابها تخم التعيين الجهوي، حتي أرتوت من هذه الابار الآثنة، فلم تعد ذات جدوي وأداء وفعالية، بل أصبحت عبئا علي الدولة وعلي ملف اللاجئين، وليس أدل علي خطلها من الكارثة التي أوقعت فيها الادارة وستكلفها دفع مبلغ (800) الف دولار بسبب القرار المتسرع والتشفي في موظفين كانوا في الهياكل بصورة قانونية، لكن لمعان الكرسي الذي يبكون عليه الان افقدهم القدرة علي استدراك المستقبل وقراءة الغد
وبالمقابل فان العهدة الحالية التي يتباكون علي أخطاء سرابية، ويعلقون أماني عودتهم علي شماعتها، أستطاعت بالتزاكن مع قرارها تخفيض الموظفين توفير مبلغ مليون ونصف المليون دولار لصرفها علي الذين طالهم التقصير الذي أملته ظروف الحرب وليس خبط عشواء او في ازمان الوفرة والاحلام الذي كانوا يعايشونه، ان الجميع يعلم تمام العلم .. وكذلك اجهزة الدولة المختصة ان ما يثار الان من ذر للرماد في العيون علي أداء معتمدية اللاجئين، ليس اصلاحا للمؤسسة، او خوفا علي الاداء المهني داخلها، إنما هي محاولة يائسة للعودة لكراسي السلطة، واستعادة عقارب الساعة للوراء وهو أمر مستحيل .. وليس لدينا ما نقوله لهم غير “فاتكم القطار” .. وستثبت الايام ان معتمدية اللاجئين وعهدتها الحالية كانت وستظل الاقدر والاقوي في ادارة ملف اللجوء .. وكنس آثار الاخطاء الكارثية والتجاوزات المليارية، والفضائح الادارية التي كانت قبلها .. وهي لن تمنع الناس البكاء .. ولن تحجب عنهم أحلام زلووط..!
SSNA NEWS - سسنا نيوز
صدق الكلمة وسرعة الخبر