زفة ألوان :يس علي يس يكتب: القضارف.. أمن يا جن..!!
للوهلة الأولى التي يطرق فيها مسامعك اسم “جهاز الأمن والمخابرات الوطني” ستشعر ببعض الخوف الذي سربه الكثير من الحكايات التي تدور في الشارع العام عن “بيوت الأشباح” وعن الاعتقالات، وعن الغموض الكبير الذي يكتنف هذه الجهات الحساسة، ومن خلال ما يتم رسمه من “شيطنة” لكل منتسب إلى “الأمن والمخابرات” لأغراض عرفنا فيما بعد أنها كانت مدروسة، وكان يخطط لها بهدوء لشل يد السودان القوية في الجانب الأمني..!!
• بعد تكليفنا بالأمانة العامة لرابطة الإعلاميين الوافدين بالقضارف، كانت الخطوة الأولى والأهم هي الوصول إلى مكاتب جهاز الأمن والمخابرات الوطني، لنقدم أنفسنا كرابطة وليدة تعمل في مجال حساس، وهو جانب الإعلام الذي يلعب دوراً كبيراً في معارك الكرامة الدائرة حالياً، أخذنا موعداً لمقابلة مدير أمن القضارف، والقلب بين مهابة ورجاء أن يمر هذا اليوم على خير، وأن يعبر اللقاء بسلام، ولا يلومنا أحد في ذلك، فحديث الشارع كفيل بنسف الثبات، خصوصاً في مثل هذه الظروف الأمنية المعقدة..!!
• سرعان ما تبددت سحابة الخوف والارتباك عندما وجدنا في انتظارنا شاب بقوام رياضي ووجه باسم، وكلمات هادئة ومرتبة ومرحبة، كان هو الرائد المقداد، الذي امتص الكثير من التوتر داخلنا حينما قادنا بأدب جم إلى مكتب المدير، ونحن خلفه نخشى أن نتلفت يمنة ويسرة حتى لا يفكر أحد أننا نتجسس على المكان “وتبقى مصيبة” نبحث بعدها عن الخروج لنرى الشمس..!!
• السيد العميد دفع الله مدير الجهاز كان في مهمة خارج المكتب، وأبلغنا عن تأخره عن الزمن المحدد لبعض الوقت لارتباطه، فظننا أنه سيأتي حاملاً “حبال وزرديات وكلبشات” لينتهي من موضوعنا بأسرع ما يمكن، فلا وقت للجهات الأمنية في حديث الصحفيين “الكتير” ، وبتنا ننتظر في المكتب ونتجاذب أطراف الحديث مع سعادة الرائد المهذب، الذي يبدد كل خوف داخلنا ويبعد سوء ظنوننا بجهاز الأمن الوطني..!!
• ثم جاء العميد دفع الله “تبدو بسمة في شفتيه” وبترحاب أذاب جبل الجليد داخلنا، ودفء أنعش المكان، ثم اعتذار طويل ومهذب عن التأخير، وأحاديث متفرقة عن أم درمان وعن ذكرياته هنا وهناك، ثم ندخل في لب الموضوع الذي جئنا لأجله مباشرة، والسيد العميد والرائد مقداد مستمعان جيدان، دونا كل صغيرة وكبيرة عن فكرة الرابطة والغرض من قيامها، ورحبا ترحيباً حاراً بها، ووعدا بالكثير من الشراكات والعمل الإعلامي في المرحلة المقبلة..!!
• ومع أننا كنا نفكر بعد حضور السيد العميد إلى المكتب ومقابلتنا بأن “نسلم ونقوم جارين”، فإذا بالحديث يطول والحوار يمتد، حتى خشينا أن “يطردونا” بعدها، فالرجل اجتماعي من الدرجة الأولى، متفهم من طراز فريد، ومتحدث لا يمل حديثه، وفوق هذا هو محيط بكل حركة وسكنة في هذه الولاية..!!
• هنالك أحاديث لا يتم نشرها، ولكنها كانت مطمئنة لنا ولإنسان القضارف في كل مكان، ولكن الجائزة الكبرى التي خرجنا بها من مكاتب الأمن، هو أنه صديق تم تشويه صورته بأيدٍ عابثة ذات غرض..!!
• نأمل أن يمتد التواصل عميقاً بين الرابطة والجهاز حتى يأتي يوم نحتفل فيه معاً بتحرير هذه الأرض من الأوباش والأوغاد والمرتزقة والطوابير التي تعيش بيننا وتضربنا على ظهرنا..!!
• أمن يا جن..!!
SSNA NEWS - سسنا نيوز
صدق الكلمة وسرعة الخبر