المبادرات الإنسانية في القضارف .. آيادي حانية في مكامن الآلم
القضارف : واصله عباس
مدخل:
من خلال الآحداث المتسارعة التي عصفت بأمن وسلام سوداننا الحبيب منذ أبريل *2023م* ، وماترتب عليها من نزوح ولجؤ أثر علي البنية التحتية ، والديمغرافية للمجتمع السوداني ، مما دفع الكثير من التخلي عن الديار والمال ، من أجل النجاة بأرواحهم من عدو يتجهمهم ، ولهذا إزدادات حركة سكان الولايات التي طالتها الحرب ، بالخروج الي آماكن أكثر إستقرارا وأمانا تنسيهم هول ماحدث خلال العام ونيف ، وفي ولاية قضروف ود سعد ، تدافعت المبادرات الإنسانية منذ سماع الأحداث في ولاية الخرطوم ، تلتها ولاية الجزيرة ، ثم سنار ، لتمتلئ شوارعها وتخومها بأهل الخير ، يفيضون عليهم بالمأكل والمشرب ، من خلال مشاركات مجتمعية ، وخيرية ، وكل يرمي بياضه ، ويمنح عطاءه لأجل تخفيف وطأة المصيبة .
مبادرة متطوعو الهلال الاحمر
في صباح ماطر ولجت مكتب جمعية الهلال الاحمر السوداني بولاية القضارف ، ليقابلني جمع كبير من المتطوعين والمتطوعات ، وهم في حُلتهم الحمراء المميزة ، وشعارهم الاحمر المحاط باللون الأبيض ، وهم في حركة دوؤبة ، ونشطة تحسبهم خلية نحل ، تسعي لمزيد من الإنتاج ، وأواني الطهي الكبيرة تمتلئ بالطعام ، والجميع في عمل مابين صنع الساندوتشات ، وإعداد الماء البارد ، وجدولة من سيقوم بالتنفيذ ، نظرا لكثرة المشاركين ، علمت حينها أن هذه المبادرة جاءت بجهدهم الخالص كمتطوعين إستشعروا مايحدث ، ولم يركنوا للوضع بل شمر الجميع عن سواعده لتكون الإتصالات من أجل التبرعات لدعم هذه المبادرة ، وعلي الرُغم من أن جلهم طلاب وطالبات ،إلا أن صنيعهم لايٌقدر بثمن وهو يسطرون أروع الملاحم الإنسانية بجهدهم الخالص ، ولازالت المبادرة مستمرة حتي كتابة هذه السطور ، ولهذا يا باغي الخير وكن السند والعضد ولكم الأجر الكبير . بدعم جهودهم علي الحساب البنكي *2089870* بأسم الحسن عبدالناصر ، والإشعار علي رقم الواتساب *096600403* بأسم يس محمد ، أما المواد العينية علي رقم الامين سعد *0113004992* أو بالحضور الي مقر الجمعية ، جنوب شرطة مرور السكة حديد ، وحتما سيسُرك صنيعهم ، وستسعد بمشاركتهم.
*طفلان في ثوب الرجال :*
من خلال هذه المبادرة بجمعية الهلال الاحمر السوداني – فرع ولاية القضارف ، لفت نظري طفلان أكبرهم قد لايتجاوز الرابعة عشر من أعمارهم ، وهما يمتطيان عربة الجمعية المحملة بالزاد الي الوافدين بغية توزيعها ، وعند عودة الوفد ، تجاذبت معهما أطراف الحديث للتعرف عليهما ، فكانت المفاجاة التي ألجمتني أنهما من قاما بإحضار اطعام الذي تم توزيعه نيابة عن أسرتهما ،، بخ ،،بخ لهذه الأسرة التي ألبست هولاء الصغيرين ملابس الرجال ، وجعلتهما عنوان لهما ، وحملتهما هذه الأمانة الإنسانية العظيمة ، فهنيئا للوطن بهولاء الرجال .
*مبادرة أهل الخير:*
منذ أن ألتقيتها لم أعهدها ساكنة ، فهي في حراك دائما ، تٌخبرك عن نفسها بفعلها ، وتجدها حضورا طاغيا في كل مكان تجلس اليه ، إبنة النيل الأزرق ( *سلافة* ) تلك الأبنوسية والتي حدثتني بمبادرتها ( *أهل الخير* ) بغرض جمع الدواء للمرضي العاجزين عن توفير علاجهم ، سيما الوافدين ، وهي بذلك تشاركهم مصابهم بأن تخفف عنهم بعض همومهم ، منحتني عنوانا وتقريرا عن أثر صنيعها هي وبلال وعدد من رفقاء الإنسانية ، لتكون سطوري بمثابة دعوة لدعهم والوقوف والمساند لهم ، بتفعيل المبادرة علي أرقام حساباتهم *3771892* بأسم مئاب محمد ، وحساب كاشي *896739* بأسم بلال إبراهيم ، والتواصل والإشعارات عبر هواتفهم *0901921769* – *0906119410* .. فكن سباقا للخير.
*مبادرة شرطة مرور القضارف* :
تغيرت النظرة اليهم ، وهم يقفون في الطرقات يسُدون الطرقات علي المارة ، للوقوف من أجل الإطمئنان علي سلامتهم ، وإسدال الطمأنينة علي قلوبهم الوجلة ، فكان رجال شرطة مرور القضارف بزيهم الأبيض المميز ، يقومون بدور مختلف ، لم تزهجهم أبواق السيارات ، ولاتكدسها ، لم يحرر مخالفات للذين تجاوزا السرعة ، أو خالفوا قواعد المرور ، ولكنهم كانوا ضمادة للجرح ، ويد حانية تشٌد علي آياديهم لتبث الطمأنينة ، وتروي ظماءهم ، وتسد جوعهم.
*مبادرة جمعية الامل للتنمية* :
لم تقف مكتوفة الايدي بل سارعت الخطي لتلحق بركب الخير ، فالسباق يشتد لأجل المكلومين والموجوعين والمفجوعين ، فجاءت مبادرتهم إطعام المتأثرين بالحرب ، مستعينين بالحديث النبوي الجليل ( *من لايرحم ..لا يٌرحم* ) ولان الرحمة بين الناس سببا للحصول علي الرحمة الربانية ، فأنطلقوا معهم لأجل بناء جسور الخير ليعبر منها هولاء الوافدين ، وذلك علي حسابهم البنكي *3068457* بنكك – وكاشي *896739* بإسم سالم دفع الله إسحاق ، والإشعارات علي الرقم *0901921769*
*مبادرة سقيا وإطعام* :
أقدم ناشطون من ولاية القضارف ، علي توزيع وجبات غذائية للوافدين من ولاية سنار بعد هطول الامطار ، وكانت الولاية قد استقبلت اكثر من 90 الف ناجي من الحرب في سنار ، وتم إطعامهم عبر المبادرات الانسانية المتعددة ،التي تدافع لها أهل الخير ومنظمات المجتمع المدني.
*_*ويبقي السؤال_** :
في ظل هذه الكارثة الوخيمة تحتاج المعالجات الي مزج الإنسانية والتعاطف مع المتابعة والتواصل مع الجهات ذات الصلة ، منعا لظهور المنتفعين ، ومنظمات الرجل الواحد ( *الحقيبة* )، وهي فرصة سانحة لمفوضية العون الإنساني لغربلة الكم الهائل من المنظمات التي تمتلئ بها ملفات المفوضية ، دون أن يكون لها أثرا في الواقع ، وأن يتم قطع دابرها ، تطهيرا للعمل الإنساني من الأرزقية والمنتفعين ، مع ضرورة المتابعة وتنظيم عمل المنظمات الاجنبية والقبلية والخاصة .
SSNA NEWS - سسنا نيوز
صدق الكلمة وسرعة الخبر