آدم مهدي يكتب: وزارة العمل والإصلاح… تحتاج لإصلاح
الحرب في السودان افرزت واقعاً مختلف كانت أبرز تجلياته انخراط الشباب في صفوف المليشيا بحثاً عن المال ظناً منهم أن السعى خلف سراب مرتزقة آل دقلو يخرجهم من حالة الفقر والفاقة التي ظلوا يعانون منها طوالي الخمس سنوات الماضية بسبب اختلال منهج الدولة في الاستفادة من طاقات الشباب والخريجين خلال فترة حكومة حمدوك التي وأدت احلام الخريجين قبل حفلات التخريجهم
رغم زوال حمدوك وطعمته إلا أن وزارة العمل والإصلاح الإداري ظلت تقدم أداء متواضعاً ودون طموح الشباب والخريجين في إيجاد فرص عمل في القطاعين الحكومي والخاص إلا أن الوزارة ظلت عاجزة في خلق فرص عمل أو تصميم مشاريع رائدة في مجالات مشروعات الخريجين الانتاجية في مجالات الزراعة والصناعة والثروة الحيوانية والحديث عن تشغيل الخريجين يقودنا الي التدهور المريع الذي يشهده الجهاز القومي لتشغيل الخريجين خلال السنوات الماضية حيث لم تتوفق قيادة الوزارة ممثلة في السيد وزير العمل والإصلاح الإداري في إيجاد شخصية لديها قدرات عالية في التخطيط والابتكار لتتولى زمام الأمر في جهاز يعلق عليه الآلاف من الشباب والخريجين آمالهم لكي ينهض بقدرات ويوظف طاقاتهم لخلق المزيد من مشاريع العمل الحر
الشخص الذي يتولى منصب الأمين العام لجهاز تشغيل الخريجين السيد عادل بابكر جاء إليه حين غفلة قدراته لا تناسب مؤسسة بهذا القدر وتلك المسؤولية وتضم عناصر مميزة من خريجات وخريجين مؤسسات التعليم العالي بالبلاد ولا سلوبه الإداري يشبه مؤسسة تعمل علي غرس حب الوطن في نفوس ابنائه ظل الرجل في حالة صراع حول قضايا ليست ذات اهتمام فصراعه تارة مع وزيرة العمل والإصلاح الإداري التي وصل به الأمر إلي إيقافه عن العمل وتشكيل لجنة تحقيق في مخالفات إدارية وقانونية حيث بلغت مدة الإيقاف أكثر من عام وفي تلك الفترة كان يستغل إمكانيات الدولة من سيارات ومواتر بل وصلت به حالة الطغيان الي اغلاق مكتب الأمانة العامة وأخذ مفاتيحها معه مع العلم أن هذه مؤسسة دولة وليست ملك خاص وتارة صراعه مع الموظفين الذين بلغ بهم الأمر إلي رفع مذكرة لوزير العمل يطلبون فيها انصافهم من جور الأمين العام وكانت ردة فعله بأن اعلن عن فصل جميع الموظفين بالمؤسسة انتصاراً لذاته
الا ان وزير العمل الحالي الاستاذ أحمد عبدالرحمن اعاده للعمل قبل أن تكمل لجنة التحقيق عملها وتصدر نتائج وتوصيات ومقررات التحقيق مع الأمين العام الشيء الذي قابله العاملين في مؤسسة تشغيل الخريجين باستهجان واستغرب وفي أول تصريح له عقب إعادته إلى العمل عمد الي تجديد تهديده للموظفين عبر تسجيل صوتي تناقلته الوسائط وأحدث ردة فعل مجتمعية سالبه بأن هذا الأمر يصدر من مدير مؤسسة كانوا يعتقدون أنه سوف ينهض بابنائهم الخريجين مما تسبب في الشلل الكامل لجهاز تشغيل الخريجين لأكثر من عام
ووزارة العمل لا تولى الموضوع اي اهتمام مع علمها بأسلوب وسلوك وتجاوزات الأمين العام تجاه الموظفين والممتلكات العامة إذا كان هذا هو منهج وزارة العمل والإصلاح الإداري فإن السودان عليه السلام الوزير لا يعير مؤسسة وطنية شبابية تعمل علي استغلال طاقات الشباب في ما ينفع المجتمع وينهض بالدولة تجاهل قضية الشباب يا السيد وزير العمل يعني استمرار تراجع أداء الوزارة لأن جهاز الخريجين واحد من أضخم إدارات الوزارة تجاهل مطالب الموظفين يعني تدمير الإصلاح الإداري بالدولة تجاهل أصوات أكثر من ٢٥٠ موظف يطالبوا بأبعاد الأمين العام والوزارة تتمسك به يشجع أشخاص في مواقع اخري لتجاوز صلاحياتهم وضرب الإصلاح الإداري الذي تنشدونه تجاهل الخريجين يعني ضياع فرص الإنتاج الزراعي والحيواني تجاهل الخريجين يعني تدمير طموحات واحلام اجيال بأكملها
ماذا فعلت يا وزير العمل والإصلاح الإداري في شكوى الموظفين المسنودة الأدلة والمستندات وقد تجاوزت المدة القانونية للفصل في الشكوي وهي ثلاثة أشهر توطئة لرفعها الي الجهات الاعلى ممثلة في مجلس السيادة والمشرف على الوزارة هذه الوزارة تحتاج لإصلاح رغم أنها معنية بالاصلاح
مناشدة خاصة لنائب رئيس مجلس السيادة الفريق مالك عقار أير المشرف علي وزارة العمل بالتدخل لإنعاش مؤسسة الخريجين من عبث العابثين واحتواء خريجات وخريجين السودان من الفقر والفاقة والضياع والا ستتحول هذه الطاقات الإيجابية الي عنصر سالب وقد يضيف ابعد اخر ويهدد السلم الاجتماعي في البلاد
SSNA NEWS - سسنا نيوز
صدق الكلمة وسرعة الخبر