عبدالله الاردب يكتب: السودان الحرب الوطنية المصيرية
عقد الكونجرس الأمريكي في عام 1983م جلسةً سريةً خاصةً أجاز فيها المشروع الصهيوامريكي الذي أعده اليهودي الأمريكي بريطاني الأصل برنارد لويس؛ وهو يهدف إلي: (إعادة استعمار الدول العربية والإسلامية !!)
مع التوصية بتجنب الأخطاء التي وقع فيها المستعمرون السابقون، (بريطانيا وفرنسا) وقدم المشروع خطةً تفصيليةً لتنفيذ الهدف تتمثل في تقسيم الدول بإشعال الصراعات العرقية والقبلية والطائفية والدينية الخ.. حسب قابلية كل قطر باذكاء بؤر التوتر والصراع التأريخي المتجذر.
معلوم أن المصالح اليهودية الأمريكية قد قضت ابتداءً بتحديد ما أسمته بدول محور الشر الثلاث بحسب مصالحهم .. كوريا الشمالية، وإيران، والعراق، وشنت عليها العدوان بدعوى (محاربة أسلحة الدمار الشامل ومكافحة الإرهاب) ثم أدرجت الدول العربية والإسلامية السبع المستهدفة بالمشروع الاستعماري الجديد تحت ذات اللافتة (محور الشر) وهي: الصومال واليمن وسوريا ولبنان وليبيا وتونس والسودان، مع اختلاف الدعاوى هذه المرة؛ برفع راية إشاعة الديمقراطية من خلال: التدريب على الديمقراطية والحكم المدني !! ويدرج المشروع في مراحله التالية تركيا ومصر والخليج العربي الخ.. نعم الخليج العربي حتى يبتلع الوكلاء الحاليون الذين تم ارجائهم للمرحلة اللاحقة بعد استنفاد طاقاتهم وتوظيف مواردهم وحدود بلدانهم وغيرها من الخصائص المهمة في استهداف إخوانهم بلدان المحور الأول!!
يتبين جليا من هذا السرد أن الحرب على الوطن (السودان) لم تقم صدفة كما يتوهم الكثيرون، وليست عبثية كما يظن البعض وليست بسبب مشكلات قطرية داخلية وإن استغلت فيها بؤر الصراع الداخلي، المركز والهامش.. ثوار وأحزاب قبائل وجهات الخ. كما هو شأنهم كما أشرنا في المقدمة مستغلين فيها بالطبع طموح الجنرالات المغامرين وكومبارس الأنتهازيين تحت دعاوى الحرية والتغيير والحكم المدني وجوقة من المستغفلين اصحاب الأغراض والاجندات الصغيرة، وجعل عود الثقاب الذي يشعل النار في ابط (الجيش) الموازي الذي صنعه (الجيش) الوطني بايحاء منهم ومكر، بحيث يقوم أهل كل بلد بتخريب بلدهم بأيديهم ومواردهم ودماء أبنائهم ولا عزاء للمغفلين النافعين وهكذا يفعلون.
لقد ساهم نظام الإنقاذ بقوته العسكرية وخبرته المدنية والالتزام الديني والايدلوجي الصارم، في تأخير هذه الحرب على البلاد أعواما عديدة قبل أن يسري سم المؤامرة في جسده حيث كان قد ابتلع الطعم بقبول الإستفتاء علي انفصال الجنوب بذات الكيد الصهيوامريكي، فذهب جزء عزيز من الوطن وفقدت الميزانية أكثر من 4.5 مليار دولار سنوياً ..
كما ضاقت البلاد بالحظر الإقتصادي الامريكي الأوربي المتطاول لعقدين من الزمان والذي كان وراءءه العملاء من بني جلدتنا الأمر الذي أدى لتعطيل المشروعات الإقتصادية الوطنية الكبرى .. مشروع الجزيرة .. والخطوط الجوية.. والخطوط البحرية .. والسكة حديد .. ومشروعات النهضة الزراعية والحيوانية وغيرها من مقومات الاقتصاد الوطني ومدرات الدخل القومي وتسلل العملاء والسفهاء واصحاب الأغراض وتأخر الحكماء والعلماء والمنتجون.
وكانت الفرصة سانحة ليبدأ تنفيذ المشروع الصهيوامريكية في صدر عام 2019 م عام بإسقاط نظام الإنقاذ الوطني، قبل أن يسرج حصان طرواده (الدعم السريع) الذي استمالته قوي الشر داخليا وإقليميا،فاستعرت الحرب الراهنة واشتد أوارها على رؤوسنا في ذات الشهر بعد اربع سنوات من التيه والضياع
نخلص من هذه الرسالة الى إشاعة الوعي الوطني المطلوب لمعرفة حقيقة الحرب الدائرة التي تهدف لإزالة وطن كان اسمه السودان.. إفساد تاريخه الباذخ وتغيير خارطته الجغرافية والديمغرافية وتمزيقه لخمس دول – لا قدر الله – في اتجاهاته الجغرافية المختلفة وابتلاع ثرواته المهولة في إطار المشروع المعد سلفا (الصهيوامريكي) الاستعماري كما فصلنا أعلاه.. المطلوب الان وليس غدا ان نعى الدرس على الوجه الصحيح ثم تجتمع كلمة أهل الوطن جميعا وتتوحد سواعد أبنائه كلها في وجه العاصفة العاتية التي تجتاح بلادنا، حقنا للدماء وصونا للموارد المادية والبشرية وتفويتا لفرص وأهداف الاستعمار الجديد، فلئن ننصر وطننا اليوم كالرجال أفضل الف مرة من أن نبكيه غدا كالنساء!! والله المستعان.
SSNA NEWS - سسنا نيوز
صدق الكلمة وسرعة الخبر