`زاوية خاصة: نايلة الخليفة:الفاشر قلعة الصــمود

مع حراك التفاوض وعلى سبيل الضغط على حكومة السودان ، وظنا من المليشيا بأنها لو استطاعت استباحة مدينة الفاشر ستلوي عنق الحكومة ، وترغمها على الذهاب إلى جنيف وتقديم تنازلات ، من شأنها أن تعيد المليشيا للمشهد السياسي والعسكري ، بعد كل هذه الفظائع التي إرتكبتها في حق المواطن ، الأمر الذي يرفضه الشعب قبل جنرالات الجيش.

هجوم المليشيا بالأمس على مدينة الفاشر ، والذي إنخرطت المليشيا في الإعداد له منذ مايقارب الشهر ، هو الأكبر من نوعه من حيث العتاد العسكري والقوة البشرية ، وكأن مخططي الهجوم اوحوا للممول بأن سقوط الفاشر مسألة وقت ليس إلا ، وستكون الفاشر مهر جنيفا المنتظر .

الصمود الذي سطره أهل الفاشر ، بالتلاحم مع القوات المسلحة والمشتركة ، هو الصخرة التي تكسرت عليها أحلام المليشيا وفتت أطماعهم ، بعد أن حشدوا مرتزقتهم من ليبيا وتشاد وأثيوبيا ، وقد أثبتت مخلفات المعركة ذلك ، إلى جانب حشدهم لوجهاء القبائل الذين هلك منهم من هلك ، على تخوم الفاشر قلعة الصمود.

لم يعي الأوباش الدرس بعد ، ومازالوا غارقين في اوهامهم التي أشعلوا بسببها الحرب ، آملين في أن تحقق لهم المفاوضات العودة التي فشلوا فيها على ظهور التاتشرات ، ولم يدركوا أن الشعب وجيشه حسموا أمرهم ، على أن لا عودة لهؤلاء ، لما قبل الخامس عشر ابريل ، ولو تعلقوا بأستار الكعبة ، لا بأستار المجتمع الدولي والإمارات….لنا عودة.