سسنا نيوز صدق الكلمة وسرعة الخبر
تابعنا على وسائل التواصل

صوت الحقيقة: ادم مهدي يكتب: الرابحون والخاسرون في مفاوضات جنيف

0

يُعد التفاوض هو الوسيلة الأكثر تحضراً والطريق الأوحد لأنهاء الخلافات وحل المعضلات والنزاعات والصراعات والحروب مهما كبرت أو صغرت سواء كانت بين الأفراد أو الجماعات أو القبائل أو الأقاليم أو الدول، وهو وسيلة معتمدة لدى الأمم المتحدة ومنظماتها وكافة الدول والجماعات، سياسية كانت أو اجتماعية.
والحوار أو التفاوض من منظور ديني مذكور في القرآن الكريم في تسع وعشربن موضعاً ولأن المولى عزّ وجل يعلم بأن البشر الذين خلقهم بيديه سوف تحدث بينهم النزاعات حول الموارد والسلطة والنفوذ ، وقد تكون بسبب الاستعلاء الثقافي أو السياسي أو الاجتماعي أو الديني، لذلك وضع لهم الطريقة والأسلوب ، ووضح لهم الوسائل والآليات لإخماد كافة أنواع الصراعات مهما كانت أسبابها ومرجعياتها والمتسببين فيها، وكل صراع أو نزاع مهما تطاول فإنه سيبلغ ذروته وعنفوانه ويصل قمته ثم يبدأ في التراجع والانحسار، وهذه ظروف طبيعية لكل بداية ونهاية.
الدعوة الأمريكية للحكومة السودانية حول المفاوضات مع مليشيا الدعم السريع بمدينة جنيف عاصمة سويسرا في منتصف أغسطس الجاري دار حولها لغط كثير وتباينت الآراء والمواقف بين مؤيد ومعارض ولكل طرف أسبابه ودفوعاته ووجهة نظره.
التفاوض كمبدأ لاخلاف حوله سواء كان من الحكومة السودانية أو القوى الاجتماعية والسياسية في البلاد ، ولكن التفاوض الذي يحترم عِزة وكرامة أهل السودان ويعيد لهم حقوقهم المسلوبة قهراً والمنهوبة عنوة والمغتصبة قسراً ، التفاوض الذي يعيد المواطنين الي منازلهم ويخرج منها مرتزقة المليشيا اذلة صاغرين ، التفاوض الذي يُفضي إلى جيش وطني واحد أساسه وقوامه ومرجعيته القوات المسلحة الحالية ، التفاوض الذي يغادر بموجبه مرتزقة الدعم السريع الأعيان المدنية والمرافق الحكومية والمؤسسات الخدمية ، التفاوض الذي يعيد لكل مواطن منهوبات منزله وسيارته وأمواله ، التفاوض الذي يحاسب كل من قتل وشّرد واغتصب ونهب في محاكم علنية ويقتص للمواطنين من القتلة المجرمين ، التفاوض الذي يجرد آل دقلو من اي نشاط اقتصادي خارج منظومة الدولة الاقتصادية ، التفاوض الذي يعوض بموجبه أسر الشهداء والجرحى والمفقودين ، التفاوض الذي يحرم ويمنع اي تكوين لجماعات مسلحة خارج رحم المؤسسات العسكرية النظامية ، التفاوض الذي يُفضي إلى سلام عادل يجبر الضرر ويوحد المجتمع ويحاسب المعتدي ويلغي تسجيل كافة الأحزاب السياسية التي دعمت وسنادت المليشيا في حربها ضد السودانيين ، التفاوض الذي يقتص لوالي غرب دارفور خميس أبكر وأهالي ود النورة بالجزيرة ويرد كرامة مواطني فاشر السلطان وعموم السودان ، التفاوض الذي تعلو فيه رأية الوطن عالية خفاقة وتتعالى فيه اصوات النشيد الوطني (نحن جند الله جند الوطن) ، التفاوض الذي تختفي معه كافة مظاهر التسليح غير المقنن ، التفاوض الذي ينتهي معه خطاب الكراهية والتنمر والتمييز. فإن كانت هذه نتائج التفاوض مع المليشيا فمرحب به.
أما إذا كان التفاوض من أجل إعادة البلاد لما قبل 15 أبريل فإنه تفاوض خاسر وإذا أريد بهذا التفاوض إرضاء الدوائر الغربية وتحسين وجه الامريكان وهم يقتربون من الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، فهذا تفاوض خاسر ، وإذا كان الهدف من التفاوض إعادة حمدوك وزمرته الي السلطة فهذا التفاوض خاسر ، واذا كانت الإمارات وحلفاء المليشيا يسعون لتمكين آل دقلو الأموات منهم والأحياء عبر مفاوضات جنيف فهذا التفاوض خاسر ، وان تنازلت الحكومة السودانية عن قطرة دم واحدة في جلسات التفاوض فهذا التفاوض خاسر.
لابد لهذا التفاوض أن يكون ناجحاً والرابحون فيه هم السودانيون الذين فقدوا الغالي والنفيس وان يخسر فيه مرتزقة عرب الشتات وغزاة البلاد ويخرجوا من ديارنا اذلة صاغرين وهم الخاسرون لا محال.

SSNA NEWS - سسنا نيوز

صدق الكلمة وسرعة الخبر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.