الفاتح داؤد يكتب: اسياسي افورقي جدل الزعامة والكاريزما،،
بلاشك فأن انحياز ارتريا قيادة وشعبا،الي خيار احترام مؤسسات الدولة والسيادة الوطنية للسودان،في مواجهة مشروع التأمر الدولي والاقليمي،قد شكلت تحولا استراتيجيا في مسار العلاقات السياسية بين البلدين،التي ظلت تاريخيا تكتنفها حالة الشد والجذب والمد والجذر،وكذالك جسدت عمليا ان مواقف الاحرار ليس قابلة للمساومة او البيع في سوق النخاسة الدولية، هو موقف نبيل وشجاع لا يليق الا بالشعوب الحرة ،والقيادات المحترمة التي تقدس مسئولياتها السياسية ومبادئها الاخلاقية، فلا غرابة في هذا الموقف الشجاع،الذي يتسق بالطبع مع ارادة شعب ارتريا الحر الذي قدم في سبيل استقلاله عشرات الالاف من الشهداء قربانا للحرية،واسس لارتريا الحديثة بقيادة الرئيس اسياس افورقي عميد القادة السياسيين في القرن الافريقي بالجد والعمل والكفاح والاجتهاد،حتي اضحت ارتريا بمواقفها المستقلة دولة محورية في اقليم تتنازعه الصراعات و تكالب عليه الاطماع ،ولم تبلغ ارتريا هذه المرحلة الا بسبب الالتحام بين شعبها وقيادتها، التي مزجت بين مصالحها الاستراتجية ومبادئها السياسية، رغم الإغراءت والتهديدات للتخلي عن تلك ثوابتها.
ولعل موقفها الرسمي من حرب السودان،قد ساهم بصورة كبيرة في ترميم الصورة السالبة التي رسمها الاعلام الغربي، نسفت مشروع التامر وحملات شراء الذمم التي استهدفت شراء مواقف كل زعماء جوار السودان، عدا رجل ارتريا القوي الذي اتسم موقفه بالصلابة والشجاعة منذ بداية الحرب، حين وصف تعدد المبادرات المطروحة لحل الازمة السودانية ب” بازار المبادرات”،و ان بلاده لن تدخل هذا “البازار”، ومطالبا دول الاقليم للعب دور فعال في حلحلة الازمة السودانية، علي ان لايتجاوز الدور الاقليمي والدولي رؤية الفرقاء السودانيين.
رسائل افورقي الساخنة قد احدثت حالة من الارتباك وخلط الاوراق وسط معسكر زعماء الجوار وحلفاءهم،لان الرجل قد ادرك بحسه الاستراتجي والمامه بالتفاصيل والتضاريس الشائكة للخارطة السياسية للسودان، أن جل المبادرات تبدو غير مدركة ومستوعبة لتعقيدات الحالة السودانية، التي يجب ان تنبع حلولها السياسية من ارادة السودانيين وليس بالوصاية عليهم ،وكذالك يجب ان تراعي مصلحة جوار السودان، لتجنب السودان سيناريوهات التدويل التي تهدد المصالح الاستراتجية لعموم دول الاقليم.
لذالك لاغرابة في موقف”اسمرا” التي فتحت حدودها لاستقبال الالاف من السودانيين الذين اختارو اللجوء اليها .
حيث وجه الرئيس افورقي السلطات في بلاده، بفتح الحدود للسودانيين ،والغاء جميع اجراءت التاشيرة و التصاريح الضرورية للانتقال عبر الحدود،مؤكدا ان السودانيين لن يعتبرو لاجئين في بلدهم الثاني ارتريا،ولن تقيم لهم الحكومة مخيمات او معسكرات ايواء لاستقبالهم ،بل سوف نستقبلهم في بيوتنا ونتقاسم معهم الخبز والطعام والمأوي والخدمات.
هذا المواقف النبيل للرئيس افورقي ربما جلبت عليه كثير من السخط والغضب من قبل اللوبي الاقليمي الداعم الحرب ،لكنه لم يكترث لذلك حيث اختار الانتصار لقناعاته والتزماته السياسية والمبدئية،لاسناد الشعب السوداني الذي دعم الثورة الارترية مذ ان كانت فكرة،
وبالطبع ستحتفظ ذاكرة السودانيين التاريخية بهذا الموقف النبيل للرئيس افورقي،
الذي جسد معاني الزعامة السياسية والمواقف المبدئية في اسمي صورها.
SSNA NEWS - سسنا نيوز
صدق الكلمة وسرعة الخبر