سسنا نيوز صدق الكلمة وسرعة الخبر
تابعنا على وسائل التواصل

عبداللطيف خلف الله يكتب: دموع الحرب..!!

0

تبللت الوجوه وتهللت بالنصر الذى حققته القوات المسلحة والمجاهدين والمستنفرين بدخول مباني الإذاعة والتلفزيون فى واحدة من أكبر معارك العزة والكرامة التى تشهدها البلاد ، ولعل مالم يحدث فى الماضي والعصور القديمة نراه اليوم بأم أعيننا ، نطالع يوميا قصص وحكايات أقرب للخيال في عالم وعصر لا يعرف التقليدية فى الحياة دعك عن عصر الحداثة الزيف ، الكل منا قرأ حكايات حرب العوالم جورج ويلز و “حكاية الخادمة” “أمة” لمارغريت أتوود وكثير من الحكاوي والخيال ولكن ما تشهده الجزيرة وولايات السودان التي تأثرت بهؤلاء التتار شئ ابعد من الخيال وهمجية وبربرية الحياة التي يعيشها الشتات الذي أتو من عالم آخر لا يعرف الانسانية ولا القيم والأخلاق الآدمية هكذا تدور الحرب فى تلك الولايات وولاية الجزيرة بصورة اخص ..

مابالكم بأناس أصبحوا بين ليلة وضحاها خارج منازلهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بلا مأوى ودار ، هكذا اثرت الحرب على المواطن ولكن وبالرغم من ذلك يبقى انسان السودان متفردا وهو يقاسم المتاثرين لقمة العيش والمأوى والكساء ، ضربوا بذلك مثلا فى الإخاء والمحبة والألفة .

نعم انها الصورة التى تتشكل لتظهر معدن اهل السودان الذين جبلوا على القيم الانسانية السمحاء ، ومع هذه القيم تبدو الكثير من الحكايات والقصص ، ولعل قصتنا هنا مسرحها المسجد العتيق بالقضارف فكالعادة يصعد الامام لخطبة الجمعة فى الثانية عشر والنصف ظهرا ولكن فى هذه المرة تأخر لبعض الدقائق فبدأ المصلين فى القلق والكل يلتفت ويترقب دخول الامام ، فبعد ان مرت دقائق دخل الامام ليبدأ خطبته وكان عليه ان يشرح سبب التأخير وهو من اهل الأدب والذوق الرفيع يحترمون التعاليم الدينية التى تحتم عليك الالتزام بالمواقيت فكان كذلك فهو من سلالة اهل القرآن وخاصته ، فبدأ فى شرح اسباب التأخير فليته سكت عليها فكانت المفاجأة ان بدأ بسرد القصة المأساة واستعرض بأنه وعند دخوله للمسجد ان وجد امرأة لوحدها تنتظره وهى تحمل طفلة ترقد على يدى امها فتوحى لك انها نائمة ولكن لم يكن كذلك بل انها طفلة فارقت الحياة قبل ساعات وامها تنتظر الامام ليتم غسلها وتكفينها من ثم مؤاراتها الثرى لتحكي قصة سفر طويل ونزوح من الحرب التى لم ترحم حتى الصغار والنساء فلقد عانت الام وهى تأتى من أرض المحنة الجزيرة بحثا عن الامان فى أرض العطاء القضارف فما كان من المصلين الا ان زرفت دموعهم من هول المآسى التى جسدتها مليشيا آل دقلو الإرهابية هذه المليشيا التى انتهكت حرمات الإنسان باشكالها كافة .

انتهت القصة ولكن لم تكتمل الحلقة المهمة فالكل داخل المسجد حمل كفه ليغطى وجهه يوارى الدموع ودون شعور اسرع الكل ليتقاسم مرارة المشهد ليساند هذه الام المكلومة التى عكست حجم المعاناة فكم من ام وأسرة فقدت عزيز عليها جراء بربرية الشتات ، ولكن يبقى الوطن وكرامته مربط الفرس بدحر هذا التمرد الذى فات عليه ان السودان بلد الكرماء الذين يلتقون معهم فى ساحة المعركة التى ترسم العزة والكرامة لهذا الوطن العريق ..

SSNA NEWS - سسنا نيوز

صدق الكلمة وسرعة الخبر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.