أردبيات :عبدالله الاردب يكتب:”تتبع سهام العدو تعرف أهل الحق” (أحمد هارون نموذجاً)
عبارة العنوان من حكم الإمام الشافعي رضي الله عنه والتي أراها تنطبق وقع الحافر بالحافر على حالة مولانا أحمد محمد هارون هذا الفرد الواحد، الذي تنازله أمريكا الدولة ذات الخمسين ولاية!! في مطلع تسعينات القرن الماضي انضم إلى مجموعتنا في حاضرة كردفان الكبرى شاب نحيل في العشرينات من عمره تخرج لتوه من إحدى كليات الحقوق بالجامعات المصرية، وتم تعيينه في سلك القضاء حسب تخصصه وسرعان ما أظهر لنا مولانا أحمد هارون نبوغا وذكاء لافتا ميزه وسط أقرانه في ابوقبة فحل الديوم.. شكل اللواء الحسيني عبدالكريم حاكم كردفان حينذاك محكمة عسكرية لمحاكمة ثلاثة من قادة المجلس التشريعي بولاية كردفان (المحاميان المخضرمان دلدوم الختيم أشقر والفاضل حاج سليمان والأستاذ على ابوعنجة الموت) بادعاء انهم قاموا بإجراء إتصالات مع الحركة الشعبية المتمردة بجنوب الولاية للتحاور حول السلام، دون إذن السلطة الحاكمة!!تشكلت المحكمة برئاسة عميد حقوقي عبداللطيف زيادة وعضوية مقدم ركن ممثل القضاء العسكري، ولما كان قانون تشكيل مثل هذه المحاكم يقتضي أن يتضمن التشكيل قاضيا مدنيا فقد وقع الاختيار على مولانا أحمد هارون عضوا ثالثا بهذه المحكمة، وكانت هذه السانحة فرصة كبرى أظهر من خلالها القاضي أحمد هارون شجاعة وجرأة نادرة ادخلته مبكرا لنادي الكبار في سجل العدالة والساحة الوطنية عموما حيث سجل اعتراضا مكتوبا على حكم الإعدام على المتهمين الذي أصدرته المحكمة… حينها ذاع صيت الفتى المغمور، في ربوع كردفان وفي أرجاء الوطن الكبير، خاصة بعد أن أصدر مولانا جلال على لطفي رئيس القضاء في السودان وقتذاك قراره النهائي بإلغاء الحكم إطلاق سراح السجناء.. ليدخل مولانا هارون بذلك الحدث تاريخ السودان لا أقول بأوسع أبوابه ولكن (بأعدل) أبوابه!! ومن ذلك الحين تزاحمت المناصب والوظائف بباب هارون تطلب وده وترجو موافقته.. صدق الإمام الشافعي :-(تتبع سهام العدو تعرف أهل الحق) كتبه عبدالله الاردب
SSNA NEWS - سسنا نيوز
صدق الكلمة وسرعة الخبر